منذ أن رحلت وقلمي ينزف ألما و حروفي المنطفئة تسكن جرحي , لست أدري كيف أقاومك وقد تركت أنفاسك ترحل عبر شراييني خفقات ألم تنمو في أجزائي حكايات غريبة , مذ كنت صغيرة تأتي إلى بيتنا الصغير مترعاً بألق مميز , ضمخت نفسك بالطيب , مشبعا بطاقة جمال تختزل سحراً يتشكل في كل طور بلون ونكهة, ينضح منك بهاءاً, يتدفق كالضوء خفاقاً, وأظل أرسم طيفك فوق دفاتري مبتهجةتسامرني طفلة كعروسه أحلام كبرت تحت ضوء الشمس واغتسلت بنور أشعتها راهبة في محراب الكلمة , أدرج عناويني على صفحات كفاحي معك, ايها الرجل البعيد , قف معي متشامخاً نكسر طوق جمودنا ونهب من وهن الحب لنرحل باسم الله عصافير شوق تنثر بذار الأمن بين الناس , انهض من كبوتك فالحب الذي كبلني بقيدك استفرغ عقلي وأنهك قلبي ,لست فتاة ضائعة أبحث عن مرفأ , فالشطآن الباردة لا تستهويني, أنا من شكلتني الأقدار قنديل نور أسرج من ضوئي مصابيح هداية, لا تعجبني كما أنت بهشاشة روحك وترددك في قمع أهوائك الجبانة, جئت لتقتل نبرة صوتي وتجتث جذور حياتي وتقطع أغصان نضارتي .أريدك بطلاً يلهم قلمي شعراً,أحبك خنجراًفي خاصرة عدوي , أحبك أن تنهض من كبوة الشهوة وأن تكبر قسماتك الطفولية لتنضج فارساً تحطم معاقل الصمت حول حدائق خوفي ,اعتقل جنونك المربوء بجراثيم الأنا والرغبة , اتركه منسياً في حاوية الزمان , سأحبك بعزمك تتعاظم على صغائر الأشياء , وتكون من هزائمك النفسية عبوة تنسف خطاياك وذنوبك .
فتذكر دوماً أنني شمس الحقيقة ولن أقول سواها
رجل تكتبه الشمس ل خولة القزويني
|