الموضوع: (معجزة!).. بقلمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-2013, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 1 )
Naughty Nan
مميز بالفصل الأول 2016-2017

الصورة الرمزية Naughty Nan

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 45964
تاريخ التسجيل : 01-06-2012
المشاركـــــــات : 2,340 [+]
الـــــــــــتخصص : طالب جامعي
الـــــــــــمدرسة : حَيْثُ الجَمَالُ..

 اخر مواضيع العضو

Naughty Nan غير متواجد حالياً

افتراضي (معجزة!).. بقلمي

كتبتها وأتمنى أن تنال إعجابكم... وأسمع آراءكم وإنتقاداتكم..






معجزة..!!

هي وردة لم تتفتح بعد، طفلة صغيرة لم تتجاوز السنتين من العمر، خرجت من منزلها شبه
عارية، لا يغطي جسمها سوى لباس داخلي (الشباكة)، تمشي بخطوات خفيفة، كبطة صغيرة
تمشي قرب البحيرة، تلحق بوالدها الذي صعد سيارته على عجل دون أن يشعر بخطواتها،لعل
تفكيره بعمله شغله عنها أو ربما لم يتوقع قدومها.
شغل الأب محرك السيارة، وما إن تحرك حتى أحس بشيء أسفل عجلتها، وسمع صوتًا
كمواء قطة تحتضر، رجع إلى الوراء ، ونزل من سيارته يتفقد ما تحتها، وإذا به يصدم بما
يرى، لم تكن قطة، لقد كانت ابنته الصغيرة ..نعم ..إنها ابنته ..هو الذي دهسها.. ماذا يفعل ؟ لقد دهس ابنته!
حملها بين ذراعيه، وهي مغمىً عليها، لا تدري بما ينتابه من خوف وقلق، أراها والدتها التي
تفطر قلبها حزنًا عند رؤيتها،ولكن منظر زوجها -الذي كان مشدوهًا مضطربًا- كان أشد ألمًا
على قلبها.
حملت الأم الطفلة، تحسست أنفاسها: الحمد لله!..لا تزال تتنفس.. صعدا السيارة منطلقين
إلى المستشفى، بعد أن أوكلا أمرهما إلى الله.
كان الأب يقود السيارة مشتت الانتباه، عقله يفكر بابنته: أستعيش؟..أم أنها
ستموت؟!...عسى الله أن يعوضنا بغيرها إن ماتت إنه عليم قدير، ربما موتها صلاح لنا، إنها
رياح القدر لا نستطيع مواجهتها فهي تعصف حيث تشاء. أما الأم فكانت تنظر في وجه ابنتها
تارةً، تتأمل هذا الوجه الجميل، تتذكر ضحكاتها ومرحها، وتتذكر ذلك اليوم الذي أقبلت فيه
هذه الشمعة على الدنيا، وأنارت أركان البيت الصغير، لها وجه كفلقة قمر، يلمع من عينيها
الصغيرتين وميض خافت يشع بالحياة، لم تتخيل يومًا أن هذا الوميض سيختفي ويودع الحياة
بسرعة، ربما كان وميض برق ظهر فجأةً وسيختفي. وتارةً أخرى، تدير وجهها نحو زوجها،
تنظر إليه شارد التفكير، لم يعد يقود كالسابق، تخشى أن تقتله أفكاره ،أو يفنيه قلقه...

توقفت السيارة، لقد وصلوا للمستشفى، لم يكن بعيدًا، ولكنهما أحسا بأنهما قضيا في السيارة
قرونًا، وكأن الدقائق صارت سنين، والأمتار كيلومترات...
أخذاها لقسم الطوارئ؛ ليفحصها الأطباء، كانت تنقل من طبيب لطبيب، ومن غرفة لغرفة،
وقلبا الولدين ينتقلان بانتقالها، فينبضان بشدة حينًا، ويهدآن أحيانًا أخرى، يصارعان الزمان،
ينتظران معرفة ما يخبؤه الواقع المجهول، يترقبان سماع كلمة واحدة: أماتت أم لازالت على
قيد الحياة، ولكن لا يسعهما إلا الدعاء.
يقبل أحد الأطباء نحوهما، فيصغيان بخوف لما يقول: إنها معجزة! لم تصب بخدش!..لولا
آثار إطار السيارة على لباسها لما صدقت أنها دهست!!!
يبتسم الوالدان، يتراقص قلباهما فرحًا، لم يخب انتظارهما، دعاءهما، توسلهما بالعلي
القدير،لا يستطيعان التعبير عن سعادتهما، فسعادتهما لا توصف! هل يختمان القرآن أم
يصليان ألف ركعة شكر لله.
رافقا الطبيب ليريا الطفلة، لاتزال في غيبوبة مؤقتة، ولكن سرعان ما أفاقت، تلعب،وتضحك،
وكأن شيئًا لم يحدث. فسبحان الله!...سبحان مغير الأحوال!
توقيع » Naughty Nan
" اللهم صل علي محمد وآل محمد"

التعديل الأخير تم بواسطة Naughty Nan ; 17-03-2013 الساعة 06:04 AM
  رد مع اقتباس