هذا آخر ما كتبت
" رثاء لأبي الحجة (ع) "
لم البكاء؟ وهذا أول السمـــــــــــــر --- غاب الهلال وغابت أشهر الضجر
ما لي أأفرح والأحزان ما فتئــــــت --- تلازم الروح في حلّي وفي سفري
كأنهـا والبلايا مثل واحــــــــــــــدة --- ما فارقت ظلَّهـــا يوماً من العمــــر
أنى؟! أأفرح والزهراء باكيــــــــةٌ --- حزناً على الآل لا سأماً مـــن القدرِ
تبكي لإبن بسامراء قد ختمـــــــــوا --- بسمه النور البادي إلى الـبـــــــــشرِ
ســـمته كف الأعادي بعد أن جهلـت --- أن الخـــــــــــــلافة لا تبقي ولا تذرِ
يا أوثق الناس فضلاً يا ابن أطهرهم --- نسلاً ويا خيرة من أخير الخيــــــــرِ
أيُجْهَلُ الغيثُ إن بانت علائمُـــــــه --- أم يجهلُ الشمسَ ذوعيـنٍ وذو بصر
يا آية سجدت كل الجباه لهـــــــــــا --- وسورة سجلت من أعظـم الســـــور
رحلت عنا فمن يضوي لنا أفقــــــاً ---قد كنت تضويه بالقرآن فـي السـحر
وكلما غربت شمس يضـيء لهــــم --- بدر فلا الشمس تخفي طلـعة القمــر
حتى يطلُّ على الدنيا ضياء هــدى --- يطهر الأرض مما حل مـن كــــــدر
من أين يظهر أمن أرض البقيع وقد --- ضمت بتربتها ستاً من الــــــــــــدرر
ضمت رفات رسـول الله جدهـــــــم --- ضمت بتربتها مـكسورة الخـصـــــــر
مضروبة الخد لو عاينت منظرهــا --- كأنها ملكٌ فـــــــــــي صورة البشــــر
أمن ديارِ علي في الغري وهــــــل --- يرى بعينيه رأس المرتضــى عــفــــر
أمن قبورٍ بأرض الطف إنَّ بــــــها --- ما لم ترَ العين من خطب ومن صــورِ
فيهــا الرضيع معلىً فوق والــــــده --- كــأنه ثمر قد قد من شجـــــــــــــــــــر
فيها الحسين قطيع الرأس منجـــدلاً --- عارٍعلى الترب من دون الثيــاب وري
مكسر الصدر، ظمآن الفؤاد لــــــه --- في كفه إصبعٌ بـــالـــــــــــسيــف منبتر
ما حال زينب لما شاهدته علـــــــى --- حر التراب علـــــــــــــــته أنعل الشمر
يا عيــــــن جودي لهم دماً فرزؤهم --- ((أبكى المحاجر حتى محجر الـحجــر))
فما كتبت لهم في الحشر راحلتــــي --- وأدمعــي فيهم في الحشـــــــر مــدخـري