شرح قصيدة قيم عربية للمقنع الكندي

[ملاك االبحر]

شرح قصيدة قيم عربية للمقنع الكندي

البيت (1) :
1- يعاتبني في الدين قومي وإنما ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
يعاتبني : يلومني
الدين : القرض المؤجل
حمدا : المدح والثناء

شرح البيت : يلومني قومي على ما أنفق من مال وما أتحمل من ديون و هذا ليس بعيب لأن الديون يقضى
بها الواجب نحوهم وتعود بالمحامد عليهم .

البيت (2-3-4 ) :
2- ألم ير قومي كيف اوسر مرة وأعسر حتى تبلغ العسرة الجهدا
3- فما زادني الإقتار منهم تقربا ولا زادني فضل الغنى منهم بعدا
4- أسد به ما قد أخلوا و ضيعوا ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا

أوسر : أكون في حالة يسر وسهولة وغنى
أعسر : أكون في حالة ضيق وعسر وفقر
الإقتار : الفقر وضيق العيش
أسدُّ : أدفع وأصل
أخلُّوا : تركوا ، فرطوا وضيعوا
ثغور : فتحات يتسلل منها الأعداء في الحروب
ما أطاقوا : ما استاطعوا – لم يتحملوا

شرح الأبيات : يكون الشاعر في حالة يسر ورخاء أحياناً وأحياناً أخرى في حالة عسر وضيق
فإذا كان في حالة فقر لا يزيد في التقرب منهم وإذا كان في حالة يسر وغنى فإنه لا يزيد في الإبتعاد
عنهم فهو يدفع لهم الديون التي فرطوا فيها ويقوم بتسديدها عنهم .
الصور الجمالية :
(ثغور حقوق ) يشبه الشاعر الحقوق بالثغور التي يجب سدادها وهو تجسيد للمعنى حيث يشبه
شيء معنوي بشيء مادي .
(ألم ير قومي) استفهام الغرض منه اللوم

الأبيات (5- 6- 7- 8- 9 ) :

5- وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بنـــــي عمـــي لمختلف جـــدا
6- أراهم إلى نصري بطاء وإن هم دعونــي إلى نصــــرٍ أتيتهم شـــــدا
7- فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجـــدا
8- وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم وإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا
9- وإن زجروا طيرًا بنحسٍ تمر بي زجرت لهم طيراً تمر بهم سعـــــدا

بطاء : متباطئين مفردها بطيء
هووا : أرادوا – أحبوا
غيي : الضلال
رشدا : الرشاد والهداية
زجروا : رموا – ضربوا

شرح الأبيات : شتان بيني وبين بني عمي فإننا مختلفون غاية الإختلاف إن وقعت في شدة تثاقلوا
في نصرتي وإن وقعوا هم فيها كنت أسرع الناس إلى نجدتهم وإن أساؤوا إلي و ذكروني بنقيصة أو عيب
أحسنت إليهم وترفعت عن ذكر عيوبهم وزدت فذكرت محاسنهم وإن نالوا من مكانتي وحاولوا أن يهدموا
مجدي ويحطوا من منزلتي عملت على أن ابني مجدهم وعزتهم و رفع مكانتهم و إن تهاونوا في حقي
ولم يردوا عني مساءتي في غيبتي دافعت عنهم وحفظت عليهم غيبتهم وإن أحبوا لي الخيبة والضلال
أحببت لهم الخير والسعادة و الهداية وإن أرادوا لي الشر والمكروه تمنيت لهم الخير والسعادة .

الصور الجمالية :
( أكلوا لحمي ) حيث يشبه الإنسان الذي يغتاب أخيه بالحيوان المفترس الذي ياكل اللحم و هي
صورة تنفر من هذا العمل القبيح
( هدموا مجدي .... بنيت لهم مجدا ) يصور المجد بناءٍ يشيد في معاناة أو يهدم
ويحطم صرحه
(زجروا .. ) متأثرة بالبيئة الجاهلية من زجر الطير والتفاؤل و التشاؤم

البيت (10 ):
10- ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
شرح البيت : يتحدث الشاعر في هذه البيات عن صفاء قلبه ونقاء سريرته ومكانته من قومه فيقول إنني
لا أحمل في قلبي حقداً على أهلي ولا أكن لهم في نفسي بغضاء لأن مكانتي تجعلني اترفع عن ذلك .

البيت (11) :
11- لهم جل مالي أن تتابع لي غنى وإن قل مالي لا أكلفهم رفدا
جل : كل – معظم
رفدا: رزق وعطاء
شرح البيت: أن هذه المكانة تحملني من التبعات نحوهم ما يستنفذ معظم مالي في حالة اليسر على حين
أني لا أكلفهم شيئاً من تبعات الجود والكرم في حالة العسر.

البيت (12 ):
12- وإني لعبد الضيف مادام نازلاً وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا
شيمة: خلق – صفة – عادة – طبيعة جمعها: شيم
شرح البيت: ومن دأبي أني حفيظ على رعاية الضيف بنفسي مدة إقامته عندي ولا بأس على أن انزل في هذه
الرعاية إلى مرتبة الخدمة وأن أكون في ذلك كالعبد لسيده وليس لي شيمة غيرها تشبه شيمة العبد.

الأفكار الرئيسية:
(1-4) تفاني الشاعر في خدمة قومه وبذله المال لإكسابهم الحمد والثناء
(5-9) موازنة الشاعر بينه و بين أبناء عمه في الخلق والصفات
(10-12) صفاء الشاعر ونقاء سريرته ومكانته بين قومه

التعليق على النص :
يعرض الشاعر في النص بعضاً من القيم العربية الرفيعة التي يتحلى بها ذووا الشرف والمكانة في قومهم
وبين عشيرتهم وأقربائهم وتتمثل هذه القيم في :
1- بذل المال بسخاء فيما يكسبه وقومه الحمد والثناء
2- الترفع عن الحقد والإنطواء على الضمينة والعطاء للعطاء دون انتظار لرد الجميل وإحسان الضيافة
وإكرام الضيف 3- الترفع عن ذكر مساوئ قومه ومقابلتها بالحسنى والعمل الخير البناء
4- تكثر المقابلات في النص التي تأتي طبيعية معبرة بعيدة عن التكلف لأنها تقوم على الموازنة بينه وبين قومه
5- الصور الجمالية :
خصائص صور الشاعر في النص قريبة صافية في قوله ( أكلوا لحمي ) حيث يشبه الإنسان الذي يغتاب
أخيه بالحيوان المفترس الذي يأكل اللحم وهي صورة تنفر من هذا العمل القبيح
(هدموا مجدي ... بنيت لهم مجدا ) يصور الشاعر المجد بناءٍ يشيد في معاناة أو يهدم صرحه
( زجروا) متأثرة بالبيئة لاالجاهلية من زجر الطير والتفاؤل والتشاؤم
6- أسلوب النص هادئ واضح الفكرة لين العبارة دقيق في استخدام اللفظة ومن ذلك التوكيد بقد
(ما قد أخلوا ) وبلفظة جدا في قوله (لمختلف جدا ) وبأن (وغن الذي بيني ) واختيار اللفظة المعبرة
( أخلوا- ضيعوا- ماأطاقوا ) والإحتراس الجميل بقوله ( وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا )

[أحلام طآلبة ..!]

الله يعطيش ألف عافية

*

[DUFFY]

القصيدة مو مطلوبة في النهائي