الانحراف الأخلاقي

[زينبية العشق]

السلام عليكم ورحمة الله..

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم..

هنا موضوع او بما يسمى مقال للكاتب السيد هاشم حسن الموسوي..

اتمنى لكم الاستمتاع..



للحياة طريقين .. إما الاستقامة وإما الاعوجاج.. فمن استقام فقد التزم.. ومن اعوج فقد انحرف.. أمور عظام نسمعها بل نعيشها أحياننا .. مصائب ومشاكل جمّة نراها .. نتيجة الانحراف..
فما الحل ؟ وما لعلاج في مسألة الانحراف الاخلاقي؟
هل نقف مكتوفي الأيدي؟ أم نكتفي بالاحتساب والندم على ماوصل اليه المجتمع دون العمل؟

بقدر ما يكون الإنسان حريصاً على علاقته بالله تعالى، وبقدر معرفته لعظمة هذه العلاقة وأهميتها يحرص على أن يكون في المكان والموقف الذي يرضي الله تعالى، ومن هنا جاءت احاديث أهل البيت لتعرف التقوى بأن يراك الله حيث أمرك ويفقدك حيث نهاك، والإنسان تتجاذبه قوىً نفسية وعقليه وشهوية، وعليه أن يقرر ما يختار ومتى يختار وكيف يختار وأين يختار؟

وهذه القوى قد ذكرها الإمام زين العابدين (ع) حينما قيل له كيف اصبحت يا ابن رسول الله قال : (أصبحت مطلوباً بثمان: الله تعالى يطالبني بالفرائض ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسنن ، والعيال بالقوت ، والنفس بالشهوات ، والشيطان بإتباعه ، والحافظان بصدق الحديث ، وملك الموت بالروح ،والقبر بالجسد ، فأنا بين هذه الخصال مطلوب) وتضغط هذه المطالبات التي تأتي للإنسان من جهات متعددة على موقفه، ومن هنا يتميز الإنسان المؤمن عن غيره من الناس حيث يرفض لنفسه الإنحراف حتى في أشد الشدائد كما ورد في الحديث : ( المؤمن كالجبل الراسخ لا تحركه العواصف) ، فهو يفضل أن يتعرض إلى التعذيب والأذى على أن يتلذذ بلذة منحرفة توقعه في معصية، ولهذا قال نبي الله يوسف (ع) : {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ}[1] فالنبي يوسف يواجه اللذة الجنسية الجميلة في ظاهرها القبيحة في باطنها باستعداده للبقاء في السجن ورفض الاستظلال بمظلة الشيطان، وقد تكون المواجهة اجتماعية تتطلب السباحة عكس التيار كما حدث للإمام الحسين (ع) مع نيف وسبعين من أصحابه في مواجهة عساكر تملأ الآفاق، وكما حدث لنبي الله نوح (ع) حيث يقول: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً}[2].

وقد تكون مواجهة الانحراف متعلقة بأداء الفرائض كما نقرأ في قوله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}[3]، والآية كما جاء في التفاسير قد نزلت في ثعلبة بن حاطب الذي كان فقيراً وتمنى الغنى وطلب من رسول الله أن يدعو له فلما دعا له واستغنى رفض دفع الزكاة، فهذا انحراف مالي متعلق بترك الفرائض، وأما الانحرافات التي تنتج عن اتباع الشيطان فكثيرة وقد نهانا الله عنها وحذرنا منها خصوصاً وأن الشيطان لا يأتي للإنسان المؤمن دفعة واحدة ولكنه يتبع أسلوب الاستدارج قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[4] والخطط الشيطانية التي تعتمد على أسلوب التزيين والتلميع يسيل لها لعاب من لم يكن على بصيرة من أمره، ومن لم يحفظ وصية الله في كتابه حيث يقول : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[5]، فهناك في هذه الدنيا من يقول (لبيك داعي الله) وهناك من يقول: ( لبيك يا شيطان) فالشيطان يدعو ويلبيه من كان من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والملفت أن هذه التلبية تأتي بعد علم هؤلاء بمصيرهم عندما يرافقون الشيطان، ولكن ضعف الإرادة واتباع الشهوة والتخلي عن العقل والدين والحياء يجعلهم ينحرفون وينجرفون مع الطوفان الشيطاني وكيف يصمد من كان خفيفاً ميزانه وضعيفة أركانه ولم يستعذ بالله القوي العزيز؟

طريقين ..
للحياة طريقين .. إما الاستقامة وإما الاعوجاج.. فمن استقام فقد التزم.. ومن اعوج فقد انحرف.. أمور عظام نسمعها بل نعيشها أحياننا .. مصائب ومشاكل جمّة نراها .. نتيجة الانحراف،فما لحل ؟ وما لعلاج في مسألة الانحراف الاخلاقي؟ هل نقف مكتوفي الأيدي؟ أم نكتفي بالاحتساب والندم على ماوصل اليه المجتمع دون العمل ؟ ما هو الانحراف الأخلاقي؟

الانحراف هو الخروج عن الخطّ والميلان عنه .فإذا خرج السائق عن خطّ السير نقول إنّه انحرف عن الطريق .وإذا سار النهرُ باتجاه آخر غير مجراه الرئيس ، نقول إنّ النهر انحرف عن مجراه .

وإذا خرجت المركبة الفضائية عن مدارها ، قلنا إنّ المركبة انحرفت عن المدار .
وإذا خرج المسلمُ عن ضوابط الدين وقواعد الشريعة ، نقول عنه كما نقول عن السائق أو النهر أو المركبة ، إنّه خرج عن خطّ السير أو منهاج الشرع المقدس.ما هي أسبابه؟ وكيف نشأ في مجتمع يحكم أفراده كتاب الله وسنة رسوله؟

أولاً: الأزمات العارضة:
إن الإنسان يبحث ويتجه دوما نحو الإستقرار وأسبابه من حضارة وسلم وإن كل الأمم تجيش لها جيش إنما هو لردع كل من يحاول أن يعرض إستقرارها للخطر, ومن هنا قد يتولد الإنحراف عن الحروب والهجرات الجماعية والمحتشدات وما تحثه تحدثه من إهتزاز في القيم وعدم التلائم التلاؤم بين الفرد وبيئته الجديدة ولهذا كان حرص النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أن يكون فتح مكة سلمياً وأن يبرم هدنة الحديبية توفيراً للأمن والإستقرار وإقتصاداً في الأرواح والأموال وحفاظاً على الأرواح والأموال.

ثانياً: الظلم الاجتماعي:
إن الأصل في المجتمعات البشرية أن يسودها العدل الذي يأخذ من كل فرد طاقته ويعطي كل فرد حقه وما يستحقه حتى لا يحول الوضع الإجتماعي للفرد دون تفتح شخصيته انطلاق شخصيته, ولكن عندما يغيب سلطان العدل والأخلاق عند ذلك تختل الموازين فينقسم المجتمع إلى طبقات بعضها محروم من كل شيء والبعض الآخر يتمتع بكل شيء. وما نلاحظ من إختلال في التوازن بين الطبقات والشعوب ليس وليد حتمية طبيعية أو بخل في الطبيعة, فالله قد خلق من الخيرات ما يسد حاجات البشر ولكن أنّا أنى يتحقق العدل وقد سلم المسلمون زمام أمر الإنسانية للمستكبرين الظالمين!! (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) إبراهيم: (34)إبراهيم

ثالثاً: الفراغ المهني والدراسي:
1 - الفراغ .. فالفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية ، إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل ، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر وثخن العقل وضعفت حركة النفس واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة وربما اتجه الإنسان للإرادة السيئة الشرير لكي ينفس بها عن الكبت الذي أصابه من الفراغ . وعلاج هذه المشكلة: أن يسعى الشباب في تحصيل عمل يناسبهم من قراءة أو تجارة أو كتابة او غيرها مما يحول بينهم وبين هذا الفراغ ويستوجب ان يكونو يكونوا أعضاء مساليمن مسالمين عاملين في مجتمعهم.

رابعاً_ضعف الوازع الديني
إن استقامة الأفراد متوقفة على فعالية التربية وإيجابية المؤسسات التي تؤثر في الأفراد وتبني تصورهم ونظرتهم إلى الوجود والحياة والمفروض أن المؤسسات تنمي في الأفراد الشعور بالحرية مع وضع الضوابط لهم وتكوين وازع لديهم ليعصمهم من الإنحراف.

و الامورالتي تبين ماهو الوازع من خلال النقاط التالية :
أ ـ الوازع الديني الإيماني الذي ينشأ من الإيمان بالله واليوم الآخر الذي تجمع فيه الخلائق للجزاء العادل
(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) الزلزلة: (8)الزلزلة
ب ـ الوازع القدر السنني الذي ينشأ من استقراء فعل السنن الإلهية في المجتمعات الإنسانية
ج ـ الوازع القضائي القانون: يتكون هذا الوازع بوعي الأحكام التي تحصي الجرائم والجنح وما يترتب عليها من الآثار العقابية البدنية أو المالية والنفسية حين يتعرض المنحرف للعقاب القانوني يفقد حريته وأهليته"من أمنه أمن العقوبه أساء الأدب..."
د ـ الوازع الطبيعي القدري: ويتولد من انتشار الوعي الصحي الذي يثبت العلاقة التلازمية بين الآفات وآثارها الوخيمة على الصحة ويذكر على سبيل المثال تولد التشمع في الكبد عن الخمر والسرطان في الحنجرة عن التدخين والسيدا عن الزنا والشذوذ الجنسي والديدان عن تعاطي لحم الخنزير وموت الإرادة والإضطرابات العصبية عن تعاطي المخدرات.

- استخدام تقنية البلوتوث الموجودة في الجوالات الجديدة في نشر كل ما يسئ لاخلاق الدين الاسلامي
- بعض القنوات الفضائية المخلة بالادب
- غياب الالتزام بالعادات و التقاليد ( إنما الأمم الأخلاق ..ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ..ذهبوا)
- تغيرالمجمتع بأن صار يلهث خلف اي شئ الموضة وموضة الوقت هي شبيه بالانحلال

ما نتائج ظاهرة الانحراف الاخلاقي؟
1_ وجود التهاون بالشعائر الدينية وأولها الصلاة، والتميع وعدم الالتزام بكل الاوامر الشرعية
2_ وإهدار الأوقات وعدم تقدير قيمة الزمن
3_ والإسراف والتبذير والكبر والغرور.
4_ وإرتكاب الفواحش كالزنا واللواط، وعقوق الوالدين، وحب الراحة وعدم الصبر على العمل الجاد المثمر وغيرها.

اعتقد ان الانحراف الحقيقي هو((التجرد من الدين او الاخلاق وعقوق الوالدين او ادمان الخمور او المخدرات وغيرها.. هذه المشاكل الكبيرة هي الانحراف بعينه وهي المشاكل التي لابد من علاجها والتدخل السريع فيها))

وهو ((مخالفة للمبادئ والعادات السائدة في المجتمع، وهذا الانحراف قد يبدأ من عدم الحشمة في اللباس وصولا الى المخدرات والسرقة والعنف وغيرها.. ونؤكد على اهمية دور الاسرة في صقل شخصية الفرد الى جانب دور المجتمع تجاه الفرد، كما نرى ان مشكلة البطالة الموجودة في المجتمع لها ان تزيد من نسبة المنحرفين)).

[1] سورة يوسف - سورة 12 - آية 33.
[2] سورة نوح - سورة 71 - آية 5 ـ 13.
[3] سورة التوبة - سورة 9 - آية 75 ـ 76.
[4] سورة النور - سورة 24 - آية 21.
[5] سورة فاطر - سورة 35 - آية 5 ـ 6.




ربما الموضوع طويل..
ولكنه راقي ومهم..

اتمنى ولو قراءة البدايه :)

لا تنسونا من الدعاء

[Hussain Ashoor]

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة والسلام على رسول الله و آل بيتة الطيبين الطاهرين الذين اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا



...................


سلام عليكم و رحمه الله و بركاته ,,

في الحقيقة موضوع جداً ممتاز و متكامل من ناحيه الافكار و الادله , في واقع الامر ان الانحراف الى الشيئ الغير أيجابي هو نقطه تحول الى الاسوء و الى العار و العياذ بالله , فحبذا ان يكون الانسان ملتزمن بخط واحد طوال حياته و هو خط ( آهل بيت رسول الله صلى الله عليهم أجميعين ) لان هو الخط المتكامل و ممنهج وضعه الله بين أيدينا , و أعيد الشكر لكي أختي على الموضوع الجميل .


اللهـــــــــم عــــــــــجل لـــــــــــوليك الفــــــــــرج

و آخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين

[زينبية العشق]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

ان كل ما اقوم به من وضع مواضيع هادفه ليس الا لصد الغزو الغير اخلاقي..

فأنا وانت وغيرنا يجب علينا حماية ديننا ونهجنا المطهر..

الحمد لله انهُ نال اعجابك

في امان الكريم

[غرور ملاك]

شكرا ع الموضوع

[زينبية العشق]

السلام عليكم..

العفو اختاه..

حاضرين :)