المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فافرحي أرض بلادي


* بنت الهدى*
10-08-2010, 06:13 PM
فافرحي أرض بلادي

لواعج الحنين تراوده كلما حاول الخلود للنوم، زوبعة أفكار تتلاعب به، غارق وسط لجج الهواجس، ثمة إحساس غريب يباغته، يحاول استطراد أفكاره الجهنمية كلما طرقت فكره، ويحاول تحفيز نفسه وتشويقها للقاء الأحبة، فما عاد يفصله عنهم سوى فجر هذه الليلة. يداعبه طيف أحبته في كل رواق، هذه أصغر أخواته زهراء، ذات الأعوام السبعة، تأسره بنظراتها الطفولية وضحكاتها العفوية، فكلما غلبه الكدر بحلق في وجهها المستدير كفلقة قمر ليمتص بحمرته شجونه، يتذكر حينما احتضنته قبل أن يغادر أرض البلاد وبصوتها البريء "صادق، لا تغب كثيرًا يا أخي، فإني سأشتاق لمداعباتك كلما مررت على غرفتك". يستطردها عن فكره ويحاول الاستسلام للنوم، لكن شبحـًا مجهولاً لا زال يخنقه، انتقل فكره نحو تلك الأم المريضة، حين ودعها كانت دموعها تتجارى دون توقف، فجفف قطر ندى ما زال ينضح من عينيها "أماه، سأعود لكِ بشهادة عزٍ، سأرفع علم بلادي، سأعود لأغدو من أمهر أطباء العالم، سأعالجكِ، وأفك طلاسيم مرضكِ الذي لن يفقهه غيري، فأنا من رضعت من ثدي القداسة والطهر، قادر على مد كف العون نحوكِ أمي، وستبقين أماه سراجـًا يضيء كلما أظلمت ليالينا، ستضلين قبس نور يشعل فتيله في أفئدتنا كلما حاولت أن تغلينا مآسينا"، ابتسمت ابتسامةً واثقةً بعد أن شبكت بأناملها يديه، وحاول سحب أطراف أنامله حينما لمح دموعها تنساب من عينيها الغائرتين. نفض جسمه يحاول استطراد ذكرياته، ولكن وبلا شعور كان يتشبث به خيط كلما شدّه فاض منه عبق الذكرى المرّة، فهذا أخاه يكاد يقبل قدميه طالبـًا عدم رحيله "صادق، من لنا بعدك أخي، تعلم أن دهرنا خوّان، يعز علينا فراقك أخي، فبعد أن ودع أبي دنياه، ولحق به محمد الذي كان يكفلنا، تتركنا أنت؟! أخي أخشى ألا تعود!"، تسللت من مقلتي صادق دمعة خرساء وهو يهدأ من روع أخيه "كلا يا أخي، فأنا أخوك سأضل حافظـًا لعهدي بأن أعود لكم، لأزرع في قلوبكم حصاد جهدي، لأروي في أفئدتكم رياحين وورد"، أجهش أخاه بالبكاء نادبـًا حظهم، فاستدار صادق يشق طريقه نحو مناه، خاشيـًا من أن يثبط عزيمته إصرار حسن وحثه على البقاء ...
انقطع حبل أفكاره بعد أن شعر بأنامل الشمس الذهبية تدغدغ ستائر غرفته، معتقدةً أنها ستوقظ قلبـًا كان بزفراته يعد الثواني نحو فجرٍ موعود، ولم تدرِ أن فؤاده قد جفاه السبات. قفز يخالجه شعور متناقض، يتأرجح بين التأهب والشوق للعودة وبين التثاقل عن ذلك، حاول إخماد بصيص شكه وأوهامه، وأرغم نفسه على أن أيام الكدر زالت ولياليها، أن عتمة الغربة ولـّت مع أفول بدر البارح، أن شمس بلاده تلوّح إليه كلما سعى إليها، تتودّد إليه كلما دنى منها. فمضى ليأخذ حمامـًا ساخنـًا، يجرف به درنات أفكاره السوداوية وأوهامه. وطأت قدمه أرض مطار ألمانيا، نظر بعينيه للوراء، يسترد بهما شريط لواعجه وأشجانه، قطار همومه وأحزانه، نسيج نحيبه وحرمانه، يتذكر كيف كانت عينه الناعسة تقاوم النوم بفكر شارد و ....، عاد صادق بفكره إلى حيث كان، بعد أن سمع "نداء أخيرعلى المسافرين باتجاه لبنان التوجه للطائرة"، جرى كملهوفٍ ليصعد سلم الطائرة، انتخب لنفسه مقعدًا يحذو النافذة لكي لا يخسر فرصته بتأمل السحب، فيستلهم بالجو السماوي الكلمات، ليعبر بمكنون مشاعره على الورق لكل فردٍ من أسرته، "على المسافرين ربط أحزمة الأمان، فالطائرة على وشك الانطلاق"، حلقت الطائرة، وحلق صادق بجياشية مشاعره نحو وطنه وأسرته في سماء الحب، فمضى يسطر عذب السطور على الورق، نقش أخر حرف بدواته الولهانة، ثم أغلق أوراقه. ها هي أشجار الأرز والصنور تلوّح له، تلقي سلامـًا عليه، تفتح ذراعيها لتتلقفه بين أحضانها، أرض لبنان تمد ذراعها "تقدم حبيبي، فالأرض أرضك، أرض الشجعان، أرضي أرض كل بطلٍ مقاوم يسعى لرفعة لبنان، تقدم بني، حفظك الله ودمت ذخرًا للبنان"، تراءت على شفتيه بسمة خجولة "ويبقى صغيركِ مقصّرًا، يا من ترعرعت على كثبانها"، وطأت الطائرة أرض لبنان، فتقدم صادق للنزول، ها هي النسائم العليلة تدغدغ خصل شعره، تنفس الصعداء، وصرخ " بلادي، ها أنا عدت، عدت، عدت، بعد أن ظننت أن العود إحالة، ها أنا آتٍ بشهادة تجعل هامتك شماء"، هوى كساجد يتلقف حفنة من تراب وطنه، يستنشق عبيرها، اختنق وضاق صدره حين أدناها منه، فلاحت على تقاسيم وجهه ملامح واجمة متعجبة، فها هو الشبح الذي لازمه بالأمس يعود اليوم. استقل سيارة أجرة لينتقل لمنزله، فهو فضّل ألا يخبر أحدًا بعودته وانقضاء مدة اغترابه لتكون مفاجأةً سارة للجميع بعد أن انقطع عن الاتصال بهم بشتى الوسائل لمدة ثقارب شهرين، "منطقة صيدا لو سمحت"، وبتعجب رد السائق "أقلت صيدا؟"، "نعم، وما الغريب في هذا؟"، السائق متململاً "يبدو أنك بعيدٌ كل البعد عن صيدا، ولا تعلم ماذا حل بها"، صادق وقد خنقته العبرة، وقد أيقن أن حدسه أصاب "ماذا حدث؟ أرجوك سيدي أخبرني ولا تخفِ عليّ أمرًا، فأنا مغتربٌ طال به البعد عن دياره"، السائق مربتـًا على كتف صادق "أولاً اهدأ، نعم هكذا، بعد أن حاول اليهود سلب بلادنا العديد من الثروات وبشتى الطرق، ثار البواسل أهل الجنوب ضدهم، فأطلق أعداء الله صاروخـًا يستهدف أرض صيدا، فدمّر الأخضر واليابس فيها"، أجهش صادق بالبكاء وقد أحس بأن صاعقة على رأسه "ومنذ متى هذا فقد كنت على اتصال بأهلي قبل شهرين"، "شهر ونيف يا ولدي"، "أريد أن أذهب مهما كان، انقلني إلى هناك ولا عليك، فربما أسمع صوت زهراء أختي تستنجد بي، ربما أستطيع إنقاذ حياة أمي وأعيد لها رمق الحياة برشفة دواء من يدي، ربما أستعطف محمدًا بنحيبي فينهض"، "بني مضوا فلا أمل في إلقاء نظرة عليهم، صدقني بني لن ترَ سوى الأشلاء، لن ترَ سوى صخور بيوت صنعها زارعوا الأرز، لن تلقَ عدا دماء شهداء تروي دمهم الطاهر حبات ندى الأرز، لن تنل ما تريد بني، ولكني لن أخيب مناك، سأقلك حيث تشاء، واحكم بنفسك على ما ترى". حاول صادق تكبيل زمام دموعه التي لم تقف بعد بأملٍ خابت، استدار حوله وقد قرب من أرض صيدا، هناك كان يغرس مع والده، هنا كان يلعب الكرة مع أبناء الجيران. توقفت سيارة الأجرة "لا أستطيع الدخول بالسيارة أكثر، فالأرض هنا مزروعة بالألغام، انهض بني وانظر ما جنى العدو على أرضك"، "شكرًا لك" قالها صادق وهو يحاول استجماع قواه لينهض، ويجمع حاجياته الملقاة في صندوق السيارة، بعد أن مد كفه مصافحـًا لسائق سيارة الأجرة، ومقدمـًا له أجرة توصيله. مشى في أرضه بين كثبان من الحجارة، وهضاب من الصخور، التي غدت بقايا لبيوت صيدا، أبصر موقع منزله عن بعد، جرى وهو ينظر لسراب بيته عالٍ، وقد وقفت تستقبله زهراء وبرفقتها محمد، ولكن سرعان ما أدرك أنه وهم، فما بقي من داره سوى الركام، ركب فوق الحطام وسار، يبحث عن ذكرى لأحد أهل بيته، فلمح دمية زهراء التي ما كانت تفارقها قط تحت الركام، انتزعها من بين الأنقاض، احتضنها كطفلة تجد حنانها في دميتها، وارتفع صوته "سأضل على العهد أماه، سأحمي أرضـًا كنت عليها أداعب الفراشات، سأرقى بثرى كنت عليه أحبو، سأعالج أطفالاً بسنكِ زهراء، لأعيد البسمة على وجوه أخوتهم، لأحاول استنباط بسمة براءة طفولتهم، محمد أنا على عهدي، فافرحي أرض بلادي".

* بنت الهدى*
12-08-2010, 05:01 PM
كنت أترقب ملاحظاتكم !!

حلم الفَراش
13-08-2010, 01:14 AM
الاشغال لا تترك صاحبها في هدوء
لي عودة ايته المبدعة

* بنت الهدى*
13-08-2010, 11:31 AM
بعد التعديل


فافرحي أرض بلادي

لواعج الحنين تراوده كلما حاول الخلود للنوم، زوبعة أفكار تتلاعب به، غارق وسط لجج الهواجس، ثمة إحساس غريب يباغته، يحاول استطراد أفكاره الجهنمية كلما طرقت فكره، ويحاول تحفيز نفسه وتشويقها للقاء الأحبة، فما عاد يفصله عنهم سوى فجر هذه الليلة. يداعبه طيف أحبته في كل رواق، هذه أصغر أخواته زهراء، ذات الأعوام السبعة، تأسره بنظراتها الطفولية وضحكاتها العفوية، فكلما غلبه الكدر بحلق في وجهها المستدير كفلقة قمر ليمتص بحمرته شجونه، يتذكر حينما احتضنته قبل أن يغادر أرض البلاد وبصوتها البريء "صادق، لا تغب كثيرًا يا أخي، فإني سأشتاق لمداعباتك كلما مررت على غرفتك". يستطردها عن فكره ويحاول الاستسلام للنوم، لكن شبحـًا مجهولاً لا زال يخنقه، انتقل فكره نحو تلك الأم المريضة، حين ودعها كانت دموعها تتجارى دون توقف، فجفف قطر ندى ما زال ينضح من عينيها "أماه، سأعود لكِ بشهادة عزٍ، سأرفع علم بلادي، سأعود لأغدو من أمهر أطباء العالم، سأعالجكِ، وأفك طلاسيم مرضكِ الذي لن يفقهه غيري، فأنا من رضعت من ثدي القداسة والطهر، قادر على مد كف العون نحوكِ أمي، وستبقين أماه سراجـًا يضيء كلما أظلمت ليالينا، ستضلين قبس نور يشعل فتيله في أفئدتنا كلما حاولت أن تغلينا مآسينا"، ابتسمت ابتسامةً واثقةً بعد أن شبكت بأناملها يديه، وحاول سحب أطراف أنامله حينما لمح دموعها تنساب من عينيها الغائرتين. نفض جسمه يحاول استطراد ذكرياته، ولكن وبلا شعور كان يتشبث به خيط كلما شدّه فاض منه عبق الذكرى المرّة، فهذا أخاه تكاد منه الروح تزهق بعد أن تقاطرت دموعه مكونة بحيرة ألم بين كفي صادق "صادق، من لنا بعدك أخي، تعلم أن دهرنا خوّان، يعز علينا فراقك أخي، فبعد أن ودع أبي دنياه، ولحق به محمد الذي كان يكفلنا، تتركنا أنت؟! أخي أخشى ألا تعود! سأعمل ما تريد فقط ابقى معنا"، تسللت من مقلتي صادق دمعة خرساء وهو يهدأ من روع أخيه "كلا يا أخي، فأنا أخوك سأضل حافظـًا لعهدي بأن أعود لكم، لأزرع في قلوبكم حصاد جهدي، لأروي في أفئدتكم رياحين وورد"، أجهش أخاه بالبكاء نادبـًا حظهم، فاستدار صادق يشق طريقه نحو مناه، خاشيـًا من أن يثبط عزيمته إصرار حسن وحثه على البقاء ...
انقطع حبل أفكاره بعد أن شعر بأنامل الشمس الذهبية تدغدغ ستائر غرفته، معتقدةً أنها ستوقظ قلبـًا كان بزفراته يعد الثواني نحو فجرٍ موعود، ولم تدرِ أن فؤاده قد جفاه السبات. قفز يخالجه شعور متناقض، يتأرجح بين التأهب والشوق للعودة وبين التثاقل عن ذلك، حاول إخماد بصيص شكه وأوهامه، وأرغم نفسه على أن أيام الكدر زالت ولياليها، أن عتمة الغربة ولـّت مع أفول بدر البارح، أن شمس بلاده تلوّح إليه كلما سعى إليها، تتودّد إليه كلما دنى منها. فمضى ليأخذ حمامـًا ساخنـًا، يجرف به درنات أفكاره السوداوية وأوهامه. وطأت قدمه أرض مطار ألمانيا، نظر بعينيه للوراء، يسترد بهما شريط لواعجه وأشجانه، قطار همومه وأحزانه، نسيج نحيبه وحرمانه، يتذكر كيف كانت عينه الناعسة تقاوم النوم بفكر شارد و ....، عاد صادق بفكره إلى حيث كان، بعد أن سمع "نداء أخيرعلى المسافرين باتجاه لبنان التوجه للطائرة"، جرى كملهوفٍ ليصعد سلم الطائرة، انتخب لنفسه مقعدًا يحذو النافذة لكي لا يخسر فرصته بتأمل السحب، فيستلهم بالجو السماوي الكلمات، ليعبر بمكنون مشاعره على الورق لكل فردٍ من أسرته، "على المسافرين ربط أحزمة الأمان، فالطائرة على وشك الانطلاق"، حلقت الطائرة، وحلق صادق بجياشية مشاعره نحو وطنه وأسرته في سماء الحب، فمضى يسطر عذب السطور على الورق، نقش أخر حرف بدواته الولهانة، ثم أغلق أوراقه. ها هي أشجار الأرز والصنور تلوّح له، تلقي سلامـًا عليه، تفتح ذراعيها لتتلقفه بين أحضانها، أرض لبنان تمد ذراعها "تقدم حبيبي، فالأرض أرضك، أرض الشجعان، أرضي أرض كل بطلٍ مقاوم يسعى لرفعة لبنان، تقدم بني، حفظك الله ودمت ذخرًا للبنان"، تراءت على شفتيه بسمة خجولة "ويبقى صغيركِ مقصّرًا، يا من ترعرعت على كثبانها"، وطأت الطائرة أرض لبنان، فتقدم صادق للنزول، ها هي النسائم العليلة تدغدغ خصل شعره، تنفس الصعداء، وصرخ " بلادي، ها أنا عدت، عدت، عدت، بعد أن ظننت أن العود إحالة، ها أنا آتٍ بشهادة تجعل هامتك شماء"، هوى كساجد يتلقف حفنة من تراب وطنه، يستنشق عبيرها، اختنق وضاق صدره حين أدناها منه، فلاحت على تقاسيم وجهه ملامح واجمة متعجبة، فها هو الشبح الذي لازمه بالأمس يعود اليوم. استقل سيارة أجرة لينتقل لمنزله، فهو فضّل ألا يخبر أحدًا بعودته وانقضاء مدة اغترابه لتكون مفاجأةً سارة للجميع بعد أن انقطع عن الاتصال بهم بشتى الوسائل لمدة ثقارب شهرين، "منطقة صيدا لو سمحت"، وبتعجب رد السائق "أقلت صيدا؟"، "نعم، وما الغريب في هذا؟"، السائق متململاً "يبدو أنك بعيدٌ كل البعد عن صيدا، ولا تعلم ماذا حل بها"، صادق وقد خنقته العبرة، وقد أيقن أن حدسه أصاب "ماذا حدث؟ أرجوك سيدي أخبرني ولا تخفِ عليّ أمرًا، فأنا مغتربٌ طال به البعد عن دياره"، السائق مربتـًا على كتف صادق "أولاً اهدأ، نعم هكذا، بعد أن حاول اليهود سلب بلادنا العديد من الثروات وبشتى الطرق، ثار البواسل أهل الجنوب ضدهم، فأطلق أعداء الله صاروخـًا يستهدف أرض صيدا، فدمّر الأخضر واليابس فيها"، أجهش صادق بالبكاء وقد أحس بأن صاعقة على رأسه "ومنذ متى هذا فقد كنت على اتصال بأهلي قبل شهرين"، "شهر ونيف يا ولدي"، "أريد أن أذهب مهما كان، انقلني إلى هناك ولا عليك، فربما أسمع صوت زهراء أختي تستنجد بي، ربما أستطيع إنقاذ حياة أمي وأعيد لها رمق الحياة برشفة دواء من يدي، ربما أستعطف محمدًا بنحيبي فينهض"، "بني مضوا فلا أمل في إلقاء نظرة عليهم، صدقني بني لن ترَ سوى الأشلاء، لن ترَ سوى صخور بيوت صنعها زارعوا الأرز، لن تلقَ عدا دماء شهداء تروي دمهم الطاهر حبات ندى الأرز، لن تنل ما تريد بني، ولكني لن أخيب مناك، سأقلك حيث تشاء، واحكم بنفسك على ما ترى". حاول صادق تكبيل زمام دموعه التي لم تقف بعد بأملٍ خابت، استدار حوله وقد قرب من أرض صيدا، هناك كان يغرس مع والده، هنا كان يلعب الكرة مع أبناء الجيران. توقفت سيارة الأجرة "لا أستطيع الدخول بالسيارة أكثر، فالأرض هنا مزروعة بالألغام، انهض بني وانظر ما جنى العدو على أرضك"، "شكرًا لك" قالها صادق وهو يحاول استجماع قواه لينهض، ويجمع حاجياته الملقاة في صندوق السيارة، بعد أن مد كفه مصافحـًا لسائق سيارة الأجرة، ومقدمـًا له أجرة توصيله. مشى في أرضه بين كثبان من الحجارة، وهضاب من الصخور، التي غدت بقايا لبيوت صيدا، أبصر موقع منزله عن بعد، جرى وهو ينظر لسراب بيته عالٍ، وقد وقفت تستقبله زهراء وبرفقتها محمد، ولكن سرعان ما أدرك أنه وهم، فما بقي من داره سوى الركام، ركب فوق الحطام وسار، يبحث عن ذكرى لأحد أهل بيته، فلمح دمية زهراء التي ما كانت تفارقها قط تحت الركام، انتزعها من بين الأنقاض، احتضنها كطفلة تجد حنانها في دميتها، وارتفع صوته "سأضل على العهد أماه، سأحمي أرضـًا كنت عليها أداعب الفراشات، سأرقى بثرى كنت عليه أحبو، سأعالج أطفالاً بسنكِ زهراء، لأعيد البسمة على وجوه أخوتهم، لأحاول استنباط بسمة براءة طفولتهم، محمد أنا على عهدي، فافرحي أرض بلادي".




غاليتي حلم .. أترقبكِ

حلم الفَراش
16-08-2010, 02:36 PM
تقشر الابدان في لحظات ندرك ان السعادة حلم .. و الامل سراب
الارض و الترب و الزرع و الشجر ينشدون اغنية الصبح
ويترقبون الحرية المكبلة بقيود السلاسل
الدم يصرخ و ينهض لحيي قصة المجد على ارض ... تهاوت فيها ابراج الظلم و نهضت فوق انقاضها سنابل عزة و صمود
بنت الهدى ... لن اضيف اكثر على ما نسجته اناملك الوفية
لا اعلم لماذا تذكرت فجاة هذه الانشودة ..
http://shiavoice.com/play-18nv8.html


>>> ليعمر الله قلمكِ و يجعله أداة لمرضاته و صلاح مجتمعنا
بوركتِ ~

* بنت الهدى*
17-08-2010, 12:19 PM
تقشر الابدان في لحظات ندرك ان السعادة حلم .. و الامل سراب
الارض و الترب و الزرع و الشجر ينشدون اغنية الصبح
ويترقبون الحرية المكبلة بقيود السلاسل
الدم يصرخ و ينهض لحيي قصة المجد على ارض ... تهاوت فيها ابراج الظلم و نهضت فوق انقاضها سنابل عزة و صمود
بنت الهدى ... لن اضيف اكثر على ما نسجته اناملك الوفية
لا اعلم لماذا تذكرت فجاة هذه الانشودة ..
http://shiavoice.com/play-18nv8.html
>>> ليعمر الله قلمكِ و يجعله أداة لمرضاته و صلاح مجتمعنا
بوركتِ ~

غاليتي
سطوركِ المنمقة أضفت على صفحتي رونقـًا
أعجبتني تلك الأنشودة .. حقـًا تنسجم وتتناسب مع القصة
أما أنا فحين كنت أكتب كانت أنشودة "رسالة إلى مغترب" هي من تدغدغ مسامعي
عد لي بشهادة عز يا صانع أمجادي
تخدم إسلامك أهلك ترفع رأس بلادي
رسالة إلى مغترب - الشيخ حسين الأكرف (http://shiavoice.com/play-fzzmt.html)
سلمتِ لي أخيتي
دعاكم

عزرائيلة
17-08-2010, 02:41 PM
آهٍ أذكرتني أخية بأنشودة عزيزة ع قلبي !

رغم أني ليس لدي قريب جداً مغترب .. ولكني أحبها جداً !!

أنا لن أقرأ ماكتبتِ لأني أثق بما تكتبين :laugh:

* بنت الهدى*
18-08-2010, 10:38 AM
آهٍ أذكرتني أخية بأنشودة عزيزة ع قلبي !
رغم أني ليس لدي قريب جداً مغترب .. ولكني أحبها جداً !!
أنا لن أقرأ ماكتبتِ لأني أثق بما تكتبين :laugh:
نعم هذه الأنشودة قريبة كثيرًا من النفس
غاليتي
وأنا هنا أطلب منكِ أن تقرأي ما سطرت لتجمليني بملاحظاتكِ
فإني لا زلت أفتقر إلى نقد راقٍ كنقدكِ::in_love::

عزرائيلة
18-08-2010, 02:13 PM
جميلة ومؤثرة جداً .. cry982

وأنا بدوري أنحني إجلالاً لقلمكِ أخية ..!

وليس هناك سبيل لدي لنقدكِ .. دمتِ ودام حبركِ ..!!

* بنت الهدى*
18-08-2010, 03:09 PM
جميلة ومؤثرة جداً .. cry982
وأنا بدوري أنحني إجلالاً لقلمكِ أخية ..!
وليس هناك سبيل لدي لنقدكِ .. دمتِ ودام حبركِ ..!!
أهلاً بكِ مجددًا
غاليتي سررت لأنكِ لامستِ حروفي مرةً أخرى ::in_love::