فِي المقامِ الاول..هو لايعرِف كيف وجد الصغير امامه..كان كعادتِه فِي حفلِه الوحيد..يتجرعُ كأسهُ الثانِي..متلألئاتٌ فضيّة تراقصَت بِخدر في وسطِ اعصارِ الكأس..تائهٌ في صراعَاتِه مع الحُكومة..يتُذكرُ كيفَ قَال لهُ احدهُم اليوم:
"سَيد لي..كُف عنِ المُحاوله..لم يستطِع احدٌ قهرَ القرارِ فهَل انتَ بعُمرك الصَغير ستُفلح؟"
ضَحك بسُخرية ليُتبعها بعضَة مقهُورة لشفتيه..اخذَ كأسَه ليُفلتهُ بجانبِ الاريكَة..يتحطَّم امامَ عينَيه كأحلامِه التِي تتهَاوى يوماً بعدَ يوم..اتى احد الخدمِ لِينظفه لكن همسَ سيِّده جعلَه يتوقف..
"لاتفعل..دعه.."
هَكذا كان..يكتفِي بكلمات هامِسه قَليله..شابٌ فِي عمر الزهور..وسيم جداً..جميل للغايه..كان حلم كل الفتيات من حوله وكذلك الفتيه قبل ان..يضحي وزيراً!!
وضع رأسه بين يديه..ولو كان شخصاً آخر في مكانه لصرخ..وصرخ من عمق قلبه الفائض بالتعب والآمال الخائبة..ولكن فتانا لم يفعل..هو لم يصرخ في حياته الا حين كان طفلاً..وحين كبر هو توقف عن الصراخ..وكذلك صوته بات اكثر هدوءاً..كل شيء فيه هادئ..حتى نوبات غضبه..لاتعرف ان كان غاضباً ام لا بسبب انه هادئ!!تنهد..وتنهد مجدداً..مالذي عليه ان يفعله كخطوة تاليه؟!هو فشِل في كل التحركات تحت الطاوله..وحان الوقت ليعلنها صريحه..هو سيقف في وجه القرار..سيعترض..وليكن مايكن!رفع رأسه وسكب له المزيد من المتلألئات..رفع الكأس ليرتشف منه وعيناه تحدقان بالحطام..هذا الحطام سينتهي..سيصبح من الماضي..سيرحل مع الرياح..هو سيثبت حتى يتم اتخاذ موقف..