الموضوع: اقتباسات !
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2019, 10:36 AM   رقم المشاركة : ( 31 )
ستايش
أمنيتي جنه

الصورة الرمزية ستايش

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 45804
تاريخ التسجيل : 31-05-2012
المشاركـــــــات : 5,835 [+]
الـــــــــــتخصص : خريج جامعي
الـــــــــــجـامعة : جامعة الزهراء

 اخر مواضيع العضو

ستايش غير متواجد حالياً

افتراضي

بعد مشاهدتي للفيلم الوثائقي the great hack خلصت لنتائج عدة وربما تساؤلات أهمها , في هذا العالم المتشابك الذي نصر على تسميته بالعالم الأفتراضي لا شيء مما يحدث لك وتحدثه أنت فيه خاضع للعشوائية , لست حرا كما تظن , أنت لا تعبر عن رأيك الذي يشبه قناعتك الخالصة , لأن ما تظنه قناعتك إنما هي قناعة تمت صناعتها من خلال توجيه مسارك في هذا العالم ثم اتخاذ القرار الذي ظننته قرارك!

ما يحدث وراء كواليس الماكنة العالمية العملاقة , شيء مهول جدا لا تتصوره , ولا حتى قريب مما قد تتصوره وأنت تسهل عليهم عملية البحث عنك بتقديمك لنفسك .. ومجانا!

خلصت إلى نتيجة آخرى أيضا , فيما تمارسه ... حين أصبح الكلام بالمجان لم يعد ل شيء قيمة, لم يعد يميز الكثير بين الغث والسمين ..
حين أصبح الكلام بالمجان أصبح الجميع يخترق خلوتك في أي وقت كان ولو كنت في أي مكان ..
حين أصبح الكلام بالمجان يا أخي أصبحت حياتنا (90/100) تواصل, مع التهام سريع ل الطعام واستراحة صلاة 1
لقد قضت المجانية على هدوئنا , شتت طاقاتنا وبتنا فاعلين افتراضيا متقاعسين في الميدان (بسبب استنزافنا هناك ).. قضت المجانية على عفويتنا , على صفائنا وبات تفاعلنا من خلال "سمايل أو " ساد فيس " أو دموع أو بضع مجاملات من الكلام , ثضت المجانية على راحتنا واشترت ساعاتنا وهويتنا وحولتنا إلى إنسان ثان .. أعادت المجانيىة الزرقاء والخضراء (فايس بوك وتويتر وواتس أب ) رسم شخصياتنا وتحكمت بمواقيت نومنا وكمية الوقت المخصصة لغذاء الروح (المطالعة ) أو الجسد (الطعام والرياضة ) .. وصنعت عنا قرارنا . لقد قلصت المجانية خلوتنا , وزادت من عزلتنا وباتت أناملنا تبحث عن الحروف في الشاشة مع ابسامة وضوء موجه على الوجه والعينين, لقد ألغت وجودنا !
كيف صارت هذه الوسائل سجلات توثق أفخاخ الكلام وما تخفي النوايا في الصدور ؟ كيف أفنعتنا بأنها وسائل تواصل اجتماعي بينما هي إلى الانفصال أقرب ؟
انفصال عن الفعل الحقيقي والمؤثر في الميدان , وانفصال عن حمل مسؤليات قول الحقيقة .. انفصال عن الحب , عن الوضوح , عن حسن الظن , عن يقظة الروح , عن القيم التي تجعل الإنسان إنساناً !

ثم كيف يمكنك التتعامل و أنت مغمور ؟
كيف يتسع التأمل وانت مشغول ؟
يمر اليوم وينتهي وأنت مشغول لما بين كفيك دون أن تفتح شيئا من ذالك الشغل .. مشغول باوهم .. بالعبث !
كيف يمارس الحوار بالصراخ المكتوم ؟
كيف تحولنا من فكرة الكلام مع بعضنا إلى الغرق في الكلام عن بعضنا ؟
كيف استهزأنا بكل شيء وعلى كل شيء ؟
كيف أضحى الواحد منا يفتي في كل شيء , من اقتراح التشكيلة الأنسب لفريق برشلونة لكرة القدم إلى الأقتراح لعلماء الفضاء أفضل السبل لدراسة كوكب عطارد!
كيف ذبلت الروح وتوؤمت الأنا دون أن ننتبه لداحة عظمى كهذه ... كيف تسربت الأوقات من العمر كما يتسرب الماء من بين أصابعنا.... تلك الأصابع التي حلت محل اللسان في التعبير والتقدير وفي ممارسة الجريمة ,
نعم, وفرت التقنية هذا الكم الوافر والمفتوح والمجاني من الفرص في التواصل والآتصال بالآخرين والتي فتحت سيولا جارفة من كل شيء وعن أي شيء , المعلومات, الأخبار ,المعارف, الآلام , المسرات , النمائم , الإشاعات الملاهي والمأسي ..لكن من ىالمسؤول عن بلوغ الحد الذي يفقد فيه الفرد الشعور بقيمة الروح , وقيمة المادة وقيمة الزمن ؟

متى سنتسأل "حقا" عما يحدث ؟

لدرجة انه لم يهتم أحد بقرآة الشروط والأحكام
ولكننا كنا مغرمين جدا بهدية التواصل المجاني هذه
أصبحنا الآن السلعة
توقيع » ستايش
اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستسنة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك

  رد مع اقتباس