الموضوع: مُتعجرفة جدًا
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-08-2012, 10:55 PM   رقم المشاركة : ( 1 )
سوداء
أنا بالعاذل ألعب*

الصورة الرمزية سوداء

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 27738
تاريخ التسجيل : 30-07-2011
المشاركـــــــات : 2,861 [+]
الـــــــــــتخصص : طالب جامعي
الـــــــــــجـامعة : UOB

 اخر مواضيع العضو

سوداء غير متواجد حالياً

افتراضي مُتعجرفة جدًا

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم يا الله يا كريم

متعجرفة جدًا




أراهن الجميع، أنني أمتلك حق الغرور حتى التعجرف، ولكنني لن أصل إلى مرحلة الظلم المطلق، ولا لمرحلة بداية الظلم أو ما قبله حتى، فإنني حبرٌ على شكلي غيمٍ سماوي، يتقن فن القداسة، كما يجيد العبث بطهرها، فيحيلها إما إلى النور، أو للعدم، تمامًا كالأرض القاحلة، التي ترسل للسماء رموزًا فوق إدراكنا، فلما يهطل المطر، تترك بقع ماءٍ أقرب للاتساخ في زاويةٍ ما، وفي أخرى تروي خضرةً على وشك الانحسار.

قيل لي ذات فكر، أن الكاتب هو الكائن الوحيد المُجبر على الغرور، والباقون يجب عليهم دفع كفارةٍ ليست من النوع السهل أبدًا، إذا ما اقتربوا من خطه، أو علني أنا من صغتها بهذه الكيفية، بعد أن امتدت آفاقي لما وراء البعثرة الكلامية، حيث بين السطر والسطر، في المساحة البيضاء حكاية، لأن الكتابة وحدها حياة، وكون، وآلهة على الورق، تميز الكاتب في الوجود الواقعي، وتنقله مع آلافٍ غيره إلى منطقة الواقع الافتراضي، فلما يتميز هناك، يحق له أن يتخذ نطاقًا غير محدود من الكبرياء في الوجود الواقعي.

ولكن يجب أن نفرق جيدًا، بين الكتّاب، فمن ناحية اللغة ثمة مبدع، وثمة مقلد تقليدي جدًا، ومن ناحية الأفكار، فهناك الجيد والسيئ، وأما الإطار الكتابي الفعلي، فيوجد منهم بداخله، وغيرهم خارجه، وعدة مفارقات لا يمكن حصرها على عدة أوراق فقط وفي جلسة قرائية واحدة، إلا أن المفارقة الأشد بلاغةً في إيصال الروح الحقيقية للقلم، وهي ما يشغلني في كثيرٍ من الأيام، هي الغرور، أحدهمٌ مغرورٌ بفخر، وآخر نرجسي بترف، وعادةً ما أجد المقلد السيئ الخارج عن الإطار، نرجسي، بينما الطرف الآخر مغرورٌ حيث يحق له، وفي الغالب تتشكل كل هذه العوامل السابقة في خلق الكاتب، بعد عامل أشد أهميةٍ منها كلها، وهو الغرض الكتابي، أهو كسب رزق ؟ أهو الغرور المزيف ؟ أهو كل الاحتمالات الغير محببة والتي ترد إلى ذهن القارئ مهما كان النص إبداعيًا ويفوق كل التوقعات ؟ أم هو حب الكتابة، وارتشافها حد العشق ؟ هنا – فقط – يبرز الفرق.

أنا هنا، لا أكتب لأنني كاتبة، بقدر ما أتمنى أن أصبح يومًا، ولا أكتب لأقول للجميع أنني موجودة، بقدر ما روحي حاضرة في خلوة الحروف الشهية، أكتب فقط لأنني أكتب، وأعشق الكتابة، وأتباهى فيها لا بها، كما ارسم الغرور لها، لا عليها.

في هذه الزاوية، مساحة من الرؤى، تمثلني حد المرايا والتوائم، بين الحين والحين، سأكون حتمًا بتعجرفي القانوني لدى البعض، واللا أخلاقي لدى فئة معينة، ولكم حق المناقشة والانتقاد.





^
|
|
|
لجميع النصوص هنا..

توقيع » سوداء
- اللهم ارزقهم ضعف ما يتمنون لي.


التعديل الأخير تم بواسطة سوداء ; 22-08-2012 الساعة 02:44 PM
  رد مع اقتباس