عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-2014, 10:33 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Nawreez
مميز بالفصل الأول 2016-2017

الصورة الرمزية Nawreez

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 39481
تاريخ التسجيل : 03-03-2012
المشاركـــــــات : 1,186 [+]
الـــــــــــتخصص : طالب جامعي
الـــــــــــجـامعة : RCSI

 اخر مواضيع العضو

Nawreez غير متواجد حالياً

افتراضي

أضواء على تخصص الهندسة الكيميائية

كثيرا ما يتردد على مسامعنا مصطلح الهندسة الكميائية (Chemical Engineering) والتي تعتبر من أهم التخصصات الهندسية وأكثرها تأثيراً في حياتنا. ولكن ما هي الهندسة الكيميائية؟ وما أهم اسهامات المهندسين الكيميائيين للجنس البشري؟ وما مجالات العمل للمهندسين الكميائيين؟ هذه بعض الأسئلة وربماهناك أسئلة أخرى كثيرة قد تدور في خلدنا عن هذا التخصص..... وفي هذا المقال سنحاول الاجابة على الكثير من التساؤلات التي قد تتبادر إلى الذهن عند قراءة هذاالمصطلح والتي نستعرضها فيما يلي.

1. ما هي الهندسة الكيميائية؟

تعتبر الهندسة الكيميائية حلقة الوصل بين العلوم والصناعة، فالمهندس الكيميائي يقوم بتطبيق واستخدام المبادئ الرياضية، والفيزيائية، والكيميائية، والاقتصادية التي تعلمها في تحويل المواد الخام إلى منتجات أكثر نفعاً وأعظم فائدة عن طريق قيامه بتصميم وتشغيل وتطوير العمليات الصناعية كماقد يتطلب منه القيام بإدارة المصانع بشكل يؤدي إلى خلق بيئة صناعية آمنة وذلك إسهاماً منه في حماية البيئة والحفاظ عليها من التلوث بكافة أشكاله.

2. ما هي مجالات العمل للمهندسين الكيميائيين؟

ان مجالات العمل بالنسبة للمهندسين الكيميائيين واسعة ومتنوعة جدا بعكس ما يعتقده البعض من أنها تنحصر في المجال الصناعي. فالمهندسون الكيميائيون يقومون بدور كبير في عدد من المجالات المختلفة ومنها على سبيل المثال:

(أ) المجال الطبي: حيث يناط بالمهندسين الكيميائيين عملية إدارة وتشغيل وحدات الطب النووي وتصميم وصناعة الأعضاء الصناعية وإنتاج الأدوية بكميات تجارية وإبتكار طرق آمنة لنقل وحفظ الأدوية والمواد الحيوية كما يناط بهم عملية التخلص من النفايات الكيميائية والبيولوجية. فضلا على ان تخصص الطب البيولوجي (Biomedical Science) يعتمد بشكل كبير على المهندسين الكيميائيين.

(ب) المجال الزراعي: للمهندسين الكيميائيين دور بالغ الأهمية في المجال الزراعي فهم يتولون عمليات إنتاج وتطوير الأسمدة الصناعية و تصميم البيوت الزجاجية وإنتاج الأغذية المعدلة وراثيا.

(ج) مجال الأمن والسلامة: يرجع للمهندسين الكيميائيين الفضل الأكبر في مجال ألأمن والسلامة ذلك انهم يقومون بتصميم أنظمة الحماية من الحريق والإنفجارات بكافة أنواعها وابتكار المواد التي تستخدم في تصميم البدلات والأقبية المقاومة للحرائق (كملابس رجال الإطفاء) والبدلات والملاجئ الواقية من التلوث الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي.

(د) المجال المصرفي: تشير احدى الدراسات الحديثة التي قامت بها جمعية المهندسين الكيميائيين الأمريكية إلى إن نسبة المهندسين الكيميائيين في القطاعات المصرفية بدأت بالازدياد منذ بداية التسعينات وبأن عددا غير قليل من البنوك الكبيرة أصبح يدار من قبل مهندسين كيميائيين. ذلك نتيجة للكفاءة العالية التي يتمتع بها المهندسون الكيميائيون في مجال الرياضيات والإلمام الكافي بأساسيات علم الاقتصاد والقدرة العالية على ترجمة الأفكار إلى واقع ملموس وتحويل المواد الأولية الى منتجات ذات قيمة أكبر.

(هـ) المجال البيئي: ان اسهامات المهندسين الكيميائيين في هذا المجال كبيرة فعليهم تقع مسئولية حماية البيئة من التلوث ووضع الدراسات للحد منه كما أنهم يقومون بالإشراف على عمليات التخلص من النفايات بكافة أنواعها وما عملية تدوير بعض أنواع النفايات (Recycling) وإعادة استخدامها إلا واحدة من إسهاماتهم الواضحة في هذا المجال كما أن لهم دورا رئيسا في مكافحة التآكل المعدني(Corrosion).

(و) المجال الصناعي: يعد وجود المهندسين الكيميائيين في المجال الصناعي مهما للغاية حيث يقومون بعمليات التصميم والتشغيل والتطوير والصيانة للعمليات الصناعية المختلفة كعمليات صناعة النفط والمواد الكيميائية و البتروكيميائية وإنتاج المعادن مثل صناعة الألمنيوم والحديد والصناعات الغذائية والدوائية وعمليات تحلية ومعالجة المياه والصناعات القائمة على الكيمياء الحيوية (Biochemistry).

(ز) مجالات اخرى: بالإضافة إلى ما سبق فان هناك عدة مجالات اخرى بامكان المهندسين الكميائيين العمل فيها مثل مجال الفضاء ومجال الطاقة النووية ومجال صناعة الحاسب الآلي ومعالجة البيانات ومجال الاتصالات ومجال تنمية وأتمتة العمليات الصناعية ومجال الطاقات المتجددة وفي مراكز الأبحاث. ومما سبق يتبين لنا أن الهندسة الكيميائية تعد من أوسع وأشمل العلوم الهندسية على الاطلاق.

وفي خضم هذا السياق نجد انه من المناسب أن نذكر عددا من أكبر الإسهامات التي قدمها المهندسون الكيميائيون للبشرية وذلك وفقا للتصنيف الموضوع من قبل جمعية المهندسين الكيميائيين الأمريكية، وهي كالتالي:

1. شطر الذرة.
2. صناعة البلاستيك.
3. تصميم وابتكار معدات الرعاية الطبية وتصميم الأعضاء الصناعية.
4. إنتاج الأدوية والأمصال واللقاحات بكميات تجارية.
5. الألياف الصناعية.
6. تسييل الهواء وفصل الأوكسجين والنتروجين.
7. إيجاد الحلول الآمنة للتخلص من النفايات.
8. ابتكار عمليات تعقيم وتصنيع وتعبأة المواد الغذائية.
9. صناعة البتروكيماويات والنفط.
10. ابتكار المطاط الصناعي.

3. ما هو واقع الهندسة الكيميائية في مملكة البحرين؟

يحظى المهندسون الكيميائيون في مملكة البحرين برعاية كبيرة ويتمثل ذلك بحصولهم على اجور جيدة وبرامج تدريبية عالية الجودة اضافة الى احتلالهم وظائف قيادية مرموقة. ولايزال الطلب عليهم في البحرين مرتفعاً مما يشير إلى توافر فرص العمل في سوق العمل المحلية. ويعد قسم الهندسة الكيميائية بجامعة البحرين الرافد الرئيس لحملة شهادتي الدبلوم المشارك والبكالوريوس في الهندسة الكيميائية. وقد بدأ تدريس هذا التخصص في جامعة البحرين في عام 1982م من خلال قسم الهندسة الميكانيكية والكيميائية الذي كان يمنح الخريج شهادة الدبلوم المشارك في الهندسة الكيميائية. وفي العام الدراسي 1988/1989م تم تأسيس قسم مستقل للهندسة الكيميائية كما تم البدء في برنامج البكالوريوس في عام 1992م وذلك تماشياً مع النمو المطرد في المجال الصناعي وإرتفاع الطلب على المهندسين الكيميائيين في السوق المحلية. و الجدير بالذكر ان قسم الهندسة الكيميائية بجامعة البحرين يعد اليوم واحد من أفضل الأقسام في منطقة الخليج بما يمتلكه من مختبرات علمية متقدمة وأساتذة من خريجي أرقى الجامعات العالمية. ويعمل بالقسم حالياً 20 استاذاً من حملة الدكتوراه وعدد من المحاضرين من حملة الماجستير بالإضافة إلى عدد من مساعدي البحث والتدريس ومجموعة من مشرفي المختبرات الهندسية. كما يبلغ عدد الطلاب المسجلين بالقسم حوالي 300 طالب. ويستغرق برنامج البكالوريوس مدة 4 سنوات يقوم الطالب فيها بدراسة الرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغة الإنجليزية وفن كتابة التقارير وعرض الإحصائيات والديناميكية الحرارية وإنتقال المادة والحرارة وتشغيل الوحدات الصناعية وإدارة المصانع وتصميم المفاعلات وتصميم العمليات الصناعية والمصانع وعمليات التحكم بالإضافة إلى التدريب على استخدام البرمجيات في الحقلين الصناعي والاقتصادي والتدريب الصناعي لمدة ثمانية أسابيع في أحدى الشركات الكبرى.

4. ما هي مجالات العمل للمهندسين الكيميائيين في مملكة البحرين؟

إن مجالات العمل للمهندسين الكيميائيين في مملكة البحرين كثيرة ومما يدل على ذلك ارتفاع معدل الطلب على خريجي قسم الهندسة الكيميائية بجامعة البحرين وحصول معظم طلاب القسم من أصحاب المعدلات العالية بالذات على عروض التوظيف قبل تخرجهم. وتعد الشركات الصناعية الكبرى من القطاعات الرئيسة التي تستقطب معظم خريجي الهندسة الكيميائية في مملكة البحرين ومنها شركة نفط البحرين (BAPCO) وشركة الخليج للبتروكيماويات (GPIC) وشركة ألمنيوم البحرين (ALBA) وشركة غاز البحرين الوطنية (BANAGAS) بالإضافة إلى عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية كوزارة الكهرباء والماء ووزارة الصناعة والتجارة والهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئية والحياة الفطرية ومركز البحرين للدراسات والبحوث وجامعة البحرين. كما أن عددا لا يستهان به من خريجي القسم يعمل الآن في القطاع المصرفي وقطاع التأمين في داخل وخارج المملكة. اضافة الى أن العديد من كبريات الشركات العالمية كشركة يونيليفر(Unilever) وشركة شلامبرجيه (Schlumberger) وشركة يوكوجاوا (Yokogawa) وشركة بروكتر آند جامبل (Procter and Gamble) وشركة أ.ب.ب أريسكون (ABB Arescon) قد قامت بتوظيف أعداد من خريجي القسم في عدد من فروعها المختلفة في داخل المملكة وخارجها مما يعكس السمعة المتميزة لخريجي جامعة البحرين في هذا التخصص.

5. ما هو مستقبل المهندسين الكيميائيين في مملكة البحرين والمنطقة؟

ان معدلات الطلب على المهندسين الكيميائيين ما تزال مرتفعة وما يمكن التنبؤ به هو أن هذه المعدلات سترتفع في المستقبل القريب وذلك بسبب المشاريع الصناعية الكثيرة التي أعلن عنها محلياً ومنها مشروع مجمع البتروكيماويات وهو مشروع ضخم ويتوقع البدء في تشغيله مع نهاية عام 2007م، وعدة مشاريع في مجالي صناعة الألمنيوم والحديد. إضافة إلى التوسع في العديد من المشاريع القائمة حالياً مع الإزدهار المطرد في القطاع المصرفي في المملكة الذي يمكن أن يلعب دوراً هاماً في زيادة الطلب على المهندسين الكيميائيين. كما لا يفوتنا أن نذكر بأن هناك مشاريع صناعية ضخمة يجري حالياً العمل على إنشائها في دول الخليج مثل مجمعي البتركيماويات في كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر واللذين يعدان الأكبر في العالم وعدة مشاريع مماثلة في كل من دولة الكويت و دولة الإمارات العربية المتحدة حيث أنه من المتوقع أن تستقطب هذه المشاريع عددا كبيرا من المهندسين الكيميائيين.

ختاما نرجوا ان يكون هذا المقال قد أعطى صورة واضحة عن تخصص الهندسة الكميائية ومالها من أهمية في حياة واقتصاد المجتمع.


اعداد كلا من:
د. محمد ابراهيم العسيري (استاذ مساعد بقسم الهندسة الكميائية بجامعة البحرين) و د. قيس عبداللطيف بوعلي (استاذ مساعد بقسم الهندسة الكميائية بجامعة البحرين).

نشر في صحيفة أخبار الخليج بتاريخ 9/4/2005م

يتبع
توقيع » Nawreez
إن الذي يرتجي شيئاً بهمّتهِ .. يلقاهُ لو حاربَتْهُ الانسُ والجنُ .. ُّفاقصد الى قمم الاشياءِ تدركها تجري الرياح كما رادت لها السفنُ .
  رد مع اقتباس