عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-2012, 03:39 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
زهرة البراري
طالب مجتهد

الصورة الرمزية زهرة البراري

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 25964
تاريخ التسجيل : 16-05-2011
المشاركـــــــات : 334 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - ريض و فيز
الـــــــــــمدرسة : جِدحَفصْ الثانويَّة

 اخر مواضيع العضو

زهرة البراري غير متواجد حالياً

افتراضي المشهد السادس: الاندفاع نحو خطّ السلطة

المشهد السادس: الاندفاع نحو خطّ السلطة

الى جانب ذلك ـ أو في عكس ذلك ـ يوجد الاندفاع المحموم نحو خطّ السلطان، نحو خط الحكم القائم،
استطاع عبيد الله بن زياد خلال اسبوعين أو ثلاثة أسابيع ـ على أكثر تقدير ـ بعد مقتل مسلم بن عقيل إلى
أوّل المحرّم أن يجنّد عشرات الاُلوف من أبناء هذا البلد الذي كان وما يزال ـ إلى ذلك الوقت ـ يحمل
رسالة عليّ، والولاء له، جنّد من هذا البلد عشرات الآلاف، واستجاب له مئات من الأشخاص الذين كانوا قد
حاربوا مع الإمام عليّ في صفّين، وحاربوا مع الإمام علي في سائر مراحل جهاده، استجاب له شخص من
قبيل عمرو بن الحجّاج، ومن هو عمرو بن الحجّاج؟ هو من اُولئك الذين اضطهدوا في سبيل الإمام عليّ،
من أولئك الذين عاشوا المحنة أيّام زياد، ولكنّه لم يستطع أن يواصل المحنة، طلّق عقيدته قبل أن يصل إلى
آخر الشوط، لأنّه شعر أنّ هذه العقيدة تكلّف ثمناً غالياً، وأنّه إذا طلقّها أمكنه أن يشتري بدلاً عنها دنيا واسعة.


هذا الشخص الذي رافق الإمام عليّ في جهاده انهار أخيراً وانتهت إرادته، انتهت شخصيّته كإنسان مسلم يفكّر
في الإسلام. عمرو بن الحجّاج نفسه كلّفه عمر بن سعد بأسوأ عمل يمكن أن يُكلّف به إنسان كلّفه بالحيلولة
دون سيّد الشهداء والماء، بقي واقفاً على الماء يمنع ابن رسول الله والبقيّة الباقية من ثقل النبوة عن أن
يشربوا من الماء، واستجاب لذلك شبث بن ربعي ، ومن هو شبث بن ربعي؟ هو الرجل الذي عاش مع جهاد
أميرالمؤمنين الرجل الذي كان يعي مدلول حرب صفين، وكان يدرك أنّ الإمام علياً في حرب صفين يمثل
رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في غزوة بدر، ولكنّ الدنيا، الانهيار النفسي، ولكن النفس القصير خنقه
في النهاية، فذاب وتميّع.


واشتدّ تميّعه بالتدريج إلى أن وصل إلى حدّ: أنّ عبيد الله بن زياد يبعث إليه ليقاتل الحسين ابن رسول الله،
فماذا يكون العذر؟ ماذا يكون الجواب؟ لا يملك أن يعتذر بعذرٍ من الأعذار إلاّ أن يقول: «أنا مريض» كلمة
باردة جدّاً على مستوى بروده النفسي، عبيد الله بن زياد يبعث اليه الرسول مرّة اُخرى ليقول له: المسألة
حدّية، لا مرض في هذا الحالة، إمّا أن تكون معنا، وإمّا أن تكون عدوّنا، وبمجرّد أن يتلقّى هذه الرسالة ـ
ويعرف أنّ المسألة حدية ـ يقوم شبث بن ربعي ويلبس ما كان يلبسه، ثم يخرج متّجهاً إلى عبيد الله بن زياد
وهو يقول: لبيك... هذه الاستجابات من هذا الطرف، وذاك البرود، وتلك السلبية من ذلك الطرف هم أكبر
دليل على هذا المرض.
توقيع » زهرة البراري
لكل مجتهدٍ نصيب
  رد مع اقتباس