التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

  

 


العودة   الملتقى الطلابي > ~~ ملتقى الأعضاء ~~ > النادي الأدبي

النادي الأدبي لا للمنقول نعم لإبداعاتكم الأدبية الشخصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-2015, 11:15 PM   رقم المشاركة : ( 1 )
طفشان
طالب مشارك


الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 12548
تاريخ التسجيل : 21-09-2010
المشاركـــــــات : 98 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - صناعي
الـــــــــــمدرسة :

 اخر مواضيع العضو

طفشان غير متواجد حالياً

افتراضي تقبل الرأي الآخر ~

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

{ تقبل الرأي الآخر}

تعد ثقافة تقبل الرأي الآخر من اعظم و أرقى القيم الإنسانية التي يتحلى بها الإنسان ، بل تعد من أكبر مؤشرات اتصاف الإنسان بالشجاعة،فقد قال الأديب الكبير أحمد حسن الرزيات:{ ليست الشجاعة أن تقبل الرأي الذي يعجبك ، بل الشجاعة أن تتقبل الرأي الآخر } ،فكثير من الناس في زماننا لم يعتادوا سماع الرأي الآخر وتقبله، خصوصاً عندما يتعارض مع ثقافتهم الموروثة،وعاداتهم المكتسبة،ومن هنا كان منطلق قصتنا:-
أحمد وجاسم صديقان،يجمعهما صف واحد،مقعد واحد،بل روح واحدة،يتشاركان في معظم أمور الحياة،بدءاً بالدراسة،وانتهاءً بممارسة الأنشطة الحياتية،فكل من رآهما،أطلق عليهما كلمة (التوأم).كانا سعيدين بهذه التسمية،لأنهما يشعران بالفعل أنهما روحين في جسد واحد.
كان أحمد فتى ذكياً محباً لعمل الخير،أميناً في كل ماينجزه ،يعرف حدود الله في تصرفاته وسلوكياته وكل عمل يقدم عليه.طالما ما كان يراقب صديق عمره جاسم،وهو يغش في الامتحانات، وهي الخصلة الوحيدة التي تزعجه منه ويخاف مصارحته،خوفاً من إزعاجه،أو تبديد العلاقة بينهما،فكثيراً ما كان يكتم ما بداخله خشيه ذلك، إلى أن حان موعد امتحان اللغة العربية،كان جاسم يجلس مجاوراً لأحمد،وفي منتصف الامتحان،حاول جاسم التقرب من مقعد أحمد للبدء في (الغش)،لكن أحمد مانع ذلك عبر نظرات عينه التي فهمها جاسم مباشرة،فغضب جاسم وكتم ذلك في قلبه.
بعد الامتحان،كان أحمد يترقب ردة فعل صديقه،وبالفعل كان جاسم غاضباً،لايميل بوجهه جهة أحمد.
تأثر أحمد من ذلك الوضع،ولكنه بدا أكثر قوة وتماسك ، وراح يبحث عن جاسم في أروقة المدرسة.
رآه جالساً تحت ظلال شجرة كبيرة،حاملاً هماً كبيراً يشعر بالخيبة والخذلان من صديقه ورفيق عمره ،واضعاً رأسه بين ركبتيه،غاضباً،تبدو على وجهه آثار العتاب،جلس أحمد إلى جانبه وحياه بتحية الإسلام بنفس الطريقة ومدى المحبة التي عهدها جاسم منه،وبادر في الحديث معه:-
أحمد:مابك ياصديقي،تبدو كالوردة الصفراء الذابلة.
جاسم(يبتسم ابتسامة صفراء) وبلهجة مقتضبة:لاشيء
أحمد:ما بالك إذاً تبدو غاضباً مكفهرا،تشيح بوجهك عني؟
جاسم:أوليس مافعلته يغضب؟ويجعلني مستاءً و أشعر بالخذلان من أعز صديق؟
أحمد(بكل هدوء):ماذا تقصد؟هل تعني اننا لابد أن نغش حتى تكتمل صداقتنا؟
جاسم:إنه ليس غشاً،إنها مساعدة
أحمد:وكيف يكون ذلك مساعدة وتعاون؟ إن ذلك لا يمت للتعاون بصلة،وقد نهانا عنه رب العباد،ورسوله الكريم ألا تتذكر قوله :{ من غشنا فليس منا }.
جاسم:أعرف ذلك يا أحمد،ولكنني كنت في أمس الحاجة لمعرفة الإجابة حتى أنجح في الاختبار.
أحمد(بهدوء):لا ياجاسم ،أنا أختلف معك في رأيك هذا.
جاسم(وقد احتد غضبة):وأنا أيضاً لا أوافقك الرأي ، فالغش قد يلجأ إليه كل إنسان وكل طالب.
أحمد:وما العمل الآن؟
جاسم(وقد استجمع كل قواه):إذا لم تكن قادراً أو موافقاً على استمرار الغش معي ، فإنه ...
أحمد(وعلامات الدهشة والاستغراب على محياه):فإنه ماذا؟
جاسم(بصوت أشبه بالمنخفض):فإنه لا داعي لاستمرار صداقتنا
أحمد(وعينا محدقتان أكثر):لمَ ذلك يا صديقي؟ألم تسمع بمقولة:{الاختلاف لايفسد للود قضية} ؟
جاسم(يتبسم بتبسمات لا يفهما أحمد):ويشيح بوجهه وظهره عن أحمد ويسرع الخطى مبتعداً عنه.
عادل كل منهما إلى المنزل، وكلاهما غير راضٍ وغير مقتنع بما يحصل.
ظل أحمد يفكر ويعصف ذهنه لمصلحته و مصلحة توأم روحه،وكذلك جاسم بقي دائم التفكير في إقناع صديقه بإمكانية الغش والعدول عن الحدة والشدة حسب قوله.
وبينما جاسم في غمره تفكيره،سمع صوت جرس البيت فأقبل نحوه وإذا بصديقه أحمد واقفاً على الباب،فاستقبله بنفس طيبة ولكنها مغلفة بالجروح وبدأ بينهما الحوار التالي:-
أحمد:كيف حالك الآن؟أما زلت غاضباً
جاسم(ناكساً رأسه):إنني لم أخفي عليك شيئاً،فأنا لازلت أشعر بالضيق،وأشعر بأنك لاتريد التعاون معي.
أحمد:كلامك غير معقول ياجاسم ! ، فأنت أكثر من يعرفني فأنا أحب التعاون مع الجميع،فما بال التعاون معك؟
جاسم:ها قد بدأت تتفق معي إذاً
أحمد(مبتسماً):نعم ياجاسم أنا أتفق معك في التعاون معك ومع الآخرين ولكن قبل الامتحان فقط.
جاسم(يحمر وجهه غضباً):إذا مازلت مصراً على رأيك
أحمد:اسمعني ياصديقي:يقول الأديب ((هنري فورد)):سر النجاح يكمن في تفهم الرأي الآخر،فاعطني الفرصة لأفهمك رأي،فقط اصغى لما سأقول.ياصديقي لابد للإنسان أن يسمع آراء غيره و يكون متفتحاً للإنصات إلى مقترحاتهم و أفكارهم،لا أن ينغلق على أفكاره التي ربما تكون خاطئة و غير صحيحة،وبذلك يستطيع الإنسان العيش مع الآخرين،وبطبيعة النفس البشرية الميالة إلى المشاركة و معايشة الآخرين،فمن المستحيل انه يعيش في عالم منفرد لا يعرف فيه سوى آرائه،قال أحمد ذلك وهو يشعر بأن الأفكار تعصف في ذهن صديقه،وتدور و تدور و كأنها تبحث عن مسلك صحيح يحذو به.
ترك أحمد صديقه،ليفكر في ما قاله له ويتخذ قراره السليم الذ يتمنى أن يهتدي به.
في صباح اليوم الثاني رن جرس بيت أحمد وكان جاسم يقف بكل شموخ و اعتزاز لكونه صديقاً وروحاً ثانية لجسد أحمد،مقتنعاً بأن الحياة لاتسير ما دام معتمداً على الغش أولاً،ولا يمكن لمركبها أن يسير إلا إذا سمع الفرد آراء غيره وناقشها بهدوء في محيط الجماعة.

بقلمي
Dr.altaweel

التعديل الأخير تم بواسطة طفشان ; 11-09-2015 الساعة 01:11 AM
  رد مع اقتباس
قديم 11-09-2015, 12:58 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Zahraa
وينْ ألْقَى الصّبُرْ وينْ ؟!

الصورة الرمزية Zahraa

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 1394
تاريخ التسجيل : 12-05-2009
المشاركـــــــات : 2,502 [+]
الـــــــــــتخصص : خريج جامعي
الـــــــــــجـامعة : AGU

 اخر مواضيع العضو

Zahraa غير متواجد حالياً

افتراضي

طرحٌ موفق، سردٌ سلس، وقضية راقية، و -على الجرح-!
بالفعل، مجتمعنا بأمس الحاجة لاستيعاب حرية الاختلاف وتعدد الآراء والمبادئ والاعتقادات مع إتاحة مساحة للحوار عوضًا عن الجدال العقيم والكلمة الحادة؛ فالتشبث العنيد بالرأي يقود لوأد فرصةٍ لا تعوّض للتطوير الذاتي! وكفى بها من خسارة..

/

بورِك قلمكم :)
توقيع » Zahraa

لآ ٺنْظُرَنّ إلى' آلْقُصُۈرِ آلعآمِرَة !
ۈاذْڪُرْ ' عِظآمَڪَ حَينَ تُمْڛْي نآخَرَة ،، !
وإذآ ذَكَرٺ زَخارِفَ الدُّنْيآ . . فَ قُلْ :
لَبيكَ إنَّ الْعيْشَ عَيْشُ الآخِرَة ♥،

  رد مع اقتباس
قديم 11-09-2015, 01:16 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
طفشان
طالب مشارك


الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 12548
تاريخ التسجيل : 21-09-2010
المشاركـــــــات : 98 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - صناعي
الـــــــــــمدرسة :

 اخر مواضيع العضو

طفشان غير متواجد حالياً

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zahraa مشاهدة المشاركة
طرحٌ موفق، سردٌ سلس، وقضية راقية، و -على الجرح-!
بالفعل، مجتمعنا بأمس الحاجة لاستيعاب حرية الاختلاف وتعدد الآراء والمبادئ والاعتقادات مع إتاحة مساحة للحوار عوضًا عن الجدال العقيم والكلمة الحادة؛ فالتشبث العنيد بالرأي يقود لوأد فرصةٍ لا تعوّض للتطوير الذاتي! وكفى بها من خسارة..

/

بورِك قلمكم :)
شاكر لكِ هذا المرور المرفق برأيكِ السديد
أحسنتِ أختي الكريمة

التعديل الأخير تم بواسطة طفشان ; 11-09-2015 الساعة 01:24 AM
  رد مع اقتباس
قديم 22-01-2016, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
ياارب
سًـبّحانك يا اللهِہ

الصورة الرمزية ياارب

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 95317
تاريخ التسجيل : 14-11-2014
المشاركـــــــات : 1,464 [+]
الـــــــــــتخصص : طالب جامعي
الـــــــــــجـامعة : UOB _ Civil Engineering

 اخر مواضيع العضو

ياارب غير متواجد حالياً

افتراضي

موضوع أكثر من رائع فعلا الكل يستهزء بالموضوع ويحسب الغش أمر سهل جدا لكنهم لم يستمعو حتى لقول النبي الأكرم من غشنا فليس منا وفقت وسلمت أناملك المبدعة
توقيع » ياارب
سبحان الله وبحمده
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



Powered by vBulletin® © 2024
الساعة الآن 02:10 AM.
ملاحظة: جميع المشاركات والتعليقات في الملتقى لا تمثل رأي الإدارة، وإنما تمثل رأي كاتبها.