التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة


العودة   الملتقى الطلابي > ~~ الملتقى الإداري ~~ > المنتديات المؤقتة > الأقسام المؤقتة > ملتقى شهري محرم و صفر 1434 هـ

ملتقى شهري محرم و صفر 1434 هـ كل ما يتعلق بشهر محرم و صفر 1434 هـ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-2012, 12:58 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
زهرة البراري
طالب مجتهد

الصورة الرمزية زهرة البراري

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 25964
تاريخ التسجيل : 16-05-2011
المشاركـــــــات : 334 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - ريض و فيز
الـــــــــــمدرسة : جِدحَفصْ الثانويَّة

 اخر مواضيع العضو

زهرة البراري غير متواجد حالياً

افتراضي

شعارات الحسين (عليه السلام) في تبرير مخططه

الإمام الحسين حينما كان يُلقي شعارات هذا التخطيط على هذه الاُمّة الإسلامية المهزومة أخلاقياً، المهزوزة
روحياً، المتميّعة نفسياً، الفاقدة لارادتها، حينما كان يلقي شعارات هذا التحرّك على هذه الاُمّة لم يكن في كل
إلقاءاته صريح واضحاً محدّداً، وذلك لانه كان يجامل تلك الاخلاقية التي عاشتها الاُمّة الإسلامية، وكانت هذه
المجاملة جزءاً ضرورياً من إنجاح الحسين في هدفه لانه اذا خرج عن هذه الاخلاقية فقد فقد بذلك عمله طابع
المشروعية في نظر اُولئك المسلمين، وبذلك يصبح هذا العمل غير قادر على أن يهزّ ضمير إنسان الاُمّة
الإسلامية، كما كان من المفروض أن يهزّه.

الشعار الأول: حتمية القتل

كان الإمام الحسين يُعترض عليه، ويقال: لم تخرج؟ يعترض عليه عبد الله بن الزبير وغيره، فيقول له: بأنّي
أنا اُقتل على كلّ حال سواء خرجت أو لم أخرج، إنّ بني اُمية لا يتركونني، ولو كنت في هامة من هذه الهوام
لأخرجوني وقتلوني، إنّ بني اُميّة يتعقبوني أينما كنت، فأنا ميّت على أيّ حال سواء بقيت في مكة أو خرجت
منها، ومن الافضل أن لا اُقتل في مكة لكي لا تنتهك بذلك حرمة هذا الحرم الشريف.
فتراه طرح هذا الشعار، وهذا الشعار بالرغم من واقعيّته منسجم مع أخلاقية الاُمّة المعاشة أيضاً، فأخلاقية
الهزيمة التي تعيشها الاُمّة الإسلامية لا تجد منطقاً تنفذ منه للتعبير عن نقد مثل هذا التحرك من الإمام الحسين
عليه الصلاة والسلام، فهو عليه السلام يقول: أنا مقتول على كلّ حال، والظواهر كلّها تشهد بذلك، الدلائل
والأمارات والملابسات تشهد بأنّ بني اُميّة قد صمّموا على قتل الإمام الحسين عليه السلام ولو عن طريق
الاغتيال ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة، إذن فطرح مثل هذا الشعار لاجل تفسير هذا الموقف كان مناسباً جدّاً
مع إقناع أخلاقية الهزيمة، مع كونه شعاراً واقعياً في نفس الوقت.
توقيع » زهرة البراري
لكل مجتهدٍ نصيب
  رد مع اقتباس
قديم 04-12-2012, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
زهرة البراري
طالب مجتهد

الصورة الرمزية زهرة البراري

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 25964
تاريخ التسجيل : 16-05-2011
المشاركـــــــات : 334 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - ريض و فيز
الـــــــــــمدرسة : جِدحَفصْ الثانويَّة

 اخر مواضيع العضو

زهرة البراري غير متواجد حالياً

افتراضي

الشعار الثاني: غيبية قرار التحرك

يأتي أشخاص آخرون اليه يعترضون عليه، يقولون: لم تتحرّك، يأتي محمد بن الحنفية ينصحه في أوّل الليل
بنصائح عديدة فيقول له: انظر، افكر فيما تقول فيذهب محمد بن الحنفية وفي آخر الليل يسمع بأنّ الإمام
الحسين قد تحرك، فيسرع اليه ويأتي ويأخذ براحلته ويقول له: يا أخي قد وعدتني أن تفكر، قال: نعم، ولكني
بتُّ في هذه الليلة فرأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فقال: إنّك مقتول، فتراه عليه السلام يجيب
بهذا الجواب، يجيب بقرار غيبي [صادر] من أعلى، وهذا القرار الغيبي من أعلى لا يمكن لأخلاقية الهزيمة أن
تنكره ما دام صاحب هذه الأخلاقية مؤمناً بالحسين، ومؤمناً برؤيا الحسين، طبعاً هو لم يحدث بهذه الرؤيا عبد
الله بن الزبير الذي لم يكن مؤمناً برؤيا الحسين، بل حدث بذلك محمد بن الحنفية وأمثال محمد بن الحنفية،
فهذا شعار آخر كان يطرحه وهو شعار حتمية الموت [الصادرة] من أعلى، وأنّ هناك قراراً من أعلى يفرض
عليه أن يموت، أن يضحي، أن يغامر، أن يقدم على هذه السفرة التي قد تؤديّ إلى القتل، وهذا الشعار أيضا
كان بالرغم من واقعيته ينسجم مع أخلاقية الهزيمة، وهو في نفس الوقت شعار واقعي.


الشعار الثالث: ضرورة إجابة دعوات أهل الكوفة

وكان في مرّة ثالثة يطرح شعاراً ثالثاً، كان يقول للأشخاص الذين يمرّ بهم في طريقه من مكة إلى العراق، في
منازله المتعدّدة حينما كانوا ينصحونه بعدم التوجّه إلى العراق، كان يقول لهمك إنّي قد تلقّيت من أهالي
الكوفة دعوة للذهاب اليهم، وقد تهيأت الظروف الموضوعية في الكوفة لكي أذهب، ولكي اُقيم حقاً وأزيل
باطلاً، فكان يعكس ويفسّر سفرته على أساس أنّها استجابة وأنّها ردّ فعل، وأنّها تعبير عن إجابة طلب، أنّ
الاُمة تحركت وأرادت، وأنه قد تمّت الحجّة عليه، ولا بدّ له أن يتحرك.الإمام الحسين لم يكن في واقعه يقتصر
في مرحلته الجهادية هذه على أن تطلب منه الاُمّة فيتحرّك، والاّ لما راسل ابتداءً زعماء قواعده الشعبية
بالبصرة ويطلب منهم التحرّك، ولكنّه في نفس الوقت كان يعكس هذا الجانب أكثر مما يعكس ذاك الجانب، لأنّ
هذا الجانب أقرب انسجاماً مع أخلاقية الهزيمة، ماذا تقول أخلاقية الهزيمة أمام شخص يقول لها: بأنّي قد
تلقّيت دعوة، وإنّ ظروف هذه الدعوة ملائمة للجواب والتحرك نحو الداعي، وبطبيعة الحال هناك فرق كبير
بين إنسان يتحرك تحركاً ابتدائياً وإنسان آخر يتحرّك إجابةً لجماهير آمنت به وبقيادته وزعامته، فهناك قول
أخلاقية الهزيمة انّ هذا متسرع، وإنّ هذا لا يفكر في العواقب، وإنّه ألقى بنفسه في المخاطر. أمّا حينما يكون
العمل إجابة لدعوة من جماهير قد هيّأت كل الأجواء اللازمة لهذه الدعوة، فهذه الاخلاقية المهزومة لا تقول
عن هذا العمل وهذا التحرك: إنّه عمل طائش إنّه عمل صبياني، إنّه عمل غير مدروس.

هذه الشعارات التي طرحها الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) كانت كلّها واقعية وفي نفس
الوقت كانت منسجمة مع أخلاقية الاُمّة المهزومة روحياً وفكرياً ونفسياً.
توقيع » زهرة البراري
لكل مجتهدٍ نصيب
  رد مع اقتباس
قديم 04-12-2012, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
يوسف الشرقي
طالب مبتدئ


الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 44499
تاريخ التسجيل : 24-05-2012
المشاركـــــــات : 9 [+]
الـــــــــــتخصص : مستوى ثاني - حيا و كيم
الـــــــــــمدرسة : مدينة حمد الثانوية للبنين

 اخر مواضيع العضو

يوسف الشرقي غير متواجد حالياً

افتراضي

ليش الكذب ! الّلـِْہٌ سبحانه وتعالى قال. آنــا نزلنا الذكر و آنــĮ Ąɱـآ له لحافظون. يعني بالحسين او بدونه الدين باقي ليوم الدين مع احترامي لثورة الحسين اعتقد ان الحسين رضي الّلـِْہٌ عنه و ارضاه نفذ اغلب ما خطر بباله من افكار
  رد مع اقتباس
قديم 05-12-2012, 08:48 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
زهرة البراري
طالب مجتهد

الصورة الرمزية زهرة البراري

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 25964
تاريخ التسجيل : 16-05-2011
المشاركـــــــات : 334 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - ريض و فيز
الـــــــــــمدرسة : جِدحَفصْ الثانويَّة

 اخر مواضيع العضو

زهرة البراري غير متواجد حالياً

افتراضي

-

صحيح سيضل الدين ، ولكن هل سيبقى بوجهه الصحيح ؟
القرآن محفوظ عن التحريف نعم
أما البشر يحتاجون إلى توجيه دائم

فلولا الإمام الحسين (ع) واستشهاده لم يكن الدين ليستمر
كانت معركته لا للمحافظة على نفسه من الفناء بل المحافظة على الدين من الفناء

توقيع » زهرة البراري
لكل مجتهدٍ نصيب
  رد مع اقتباس
قديم 06-12-2012, 03:20 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
زهرة البراري
طالب مجتهد

الصورة الرمزية زهرة البراري

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 25964
تاريخ التسجيل : 16-05-2011
المشاركـــــــات : 334 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - ريض و فيز
الـــــــــــمدرسة : جِدحَفصْ الثانويَّة

 اخر مواضيع العضو

زهرة البراري غير متواجد حالياً

افتراضي

الشعار الرابع: ضرورة الثورة ضد السلطان الجائر

وكان يطرح أيضاً إلى جانب كل هذه الشعارات الشعار الواقعي حينما كان يؤكّد على أنّ رسول الله صلى الله
عليه واله وسلم قال: من رأى سلطاناً جائراً يحكم بغير ما أنزل الله فلم يغيّر من ذلك السلطان بفعل أو قول
كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله.فكان إلى جانب تلك الشعارات التي يسبغ بها طابع المشروعية على
عمله في مستوى أخلاقية الاُمّة كان يعطي أيضاً باستمرار ودائماً الشعار الواقعي الحي الذي لا بد وأن
يكون هو الاساس للاخلاقية الجديدة التي كان يبنيها في كيان هذه الاُمّة الإسلامية.
توقيع » زهرة البراري
لكل مجتهدٍ نصيب
  رد مع اقتباس
قديم 07-12-2012, 07:40 AM   رقم المشاركة : ( 21 )
زهرة البراري
طالب مجتهد

الصورة الرمزية زهرة البراري

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 25964
تاريخ التسجيل : 16-05-2011
المشاركـــــــات : 334 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - ريض و فيز
الـــــــــــمدرسة : جِدحَفصْ الثانويَّة

 اخر مواضيع العضو

زهرة البراري غير متواجد حالياً

افتراضي

أساليب كسب أخلاقية الهزيمة

الاسلوب الأول: عدم البدأة بالقتال (1)

من جملة الاساليب التي اصطنعها (عليه أفضل الصلاة والسلام) للتوفيق بين الأخلاقيتين، لمجاملة
أخلاقية الهزيمة لكي يحوّلها بالتدريج إلى أخلاقية التضحية أنّه طرح شعار: أن لا يبدأ الآخرين
بقتال. هذا الشعار كان قد طرحه أمير المؤمنين عليّ (عليه الصلاة والسلام)، ولكن فرقاً كبيراً
بين الشعار الذي طرحه الإمام علي(عليه السلام) والشعار الذي طرحه الإمام الحسين (عليه السلام).

الإمام علي (عليه السلام) كان رئيس دولة، ورئيس الدولة من المفروض أن لا يبدأ أحداً من
المواطنين بقتال إلاّ إذا بدأه المواطن بشقّ عصا الطاعة، والتمرد عليه، والقتال، فكان من
المفروض أنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يبدأ عائشة مثلاً بقتال، لا يبدأ الزبير أو
طلحة بقتال، لأنهم مواطنون في دولة هو رئيسها، ما لم يخرجوا عن الخط يحاربوا الوضع
الشرعي الحاكم في تلك الدولة، فكان شعار: أن لا يبدأ أحداً من المواطنين بقتال مفهوماً
وواضحاً.

أما على مستوى حركة الحسين (عليه السلام) الذي خرج ثائراً على دولة قائمة وسلطان قائم،
فليس من المنطقي ان يقال: إن شخصاً يثور على سلطان قائم لا يبدأ هذا السلطان القائم بقتال،
ولكن هذا الشعار قد طرحه (عليه أفضل الصلاة والسلام) لكي يكون منسجماً مع أخلاقية
الهزيمة أيضاً التي عاشتها الاُمّة الإسلامية، لكي يسبغ على عمله طابع المشروعية على
مستوى هذه الاخلاقية.

حينما التقى (عليه أفضل الصلاة والسلام) مع طليعة جيش عبيد الله ابن زياد بقيادة الحرّ .، وكانت
الطليعة عبارة عن ألف جندي اقترح عليه زهير بن القين(على ما اظن) أن يبدأهم بقتال، وقال:
ان هولاء أهون علينا ممن يجيء بعدهم، فلنبدأ بقتال هؤلاء، ولنفتح الطريق إلى الكوفة، قال
(عليه الصلاة والسلام):

إنّي لا أبدأهم بقتال، ومن مصاديق تطبيق هذا الشعار كان وضع مسلم بن عقيل عليه السلام، فإنّ
مسلم بن عقيل قد ذهب إلى الكوفة رسولاً من قبل الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) إلاّ أنّه
ذهب في إطار هذا الشعار، وهذا هو الذي يفسّر لنا عدم قيام مسلم بن عقيل بأيّ عمل إيجابي
سريع خلال الأحداث التي مرّت به في الكوفة.
توقيع » زهرة البراري
لكل مجتهدٍ نصيب
  رد مع اقتباس
قديم 09-12-2012, 04:43 AM   رقم المشاركة : ( 22 )
زهرة البراري
طالب مجتهد

الصورة الرمزية زهرة البراري

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 25964
تاريخ التسجيل : 16-05-2011
المشاركـــــــات : 334 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - ريض و فيز
الـــــــــــمدرسة : جِدحَفصْ الثانويَّة

 اخر مواضيع العضو

زهرة البراري غير متواجد حالياً

افتراضي

الأسلوب الثاني: حشد كل المثيرات العاطفية في المعركة


وكان من الأساليب التي اتخذها أيضاً عليه أفضل الصلاة والسلام لكسب هذه الأخلاقية ومجاملتها
أنّه حشد في المعركة كل القوى والامكانيات، لم يكتف ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ بأن يعرّض
نفسه للقتل عسى أن تقول أخلاقية الهزيمة: إنّ شخصاً حاول ان يطلب سلطاناً فقتل، بل أراد أن
يعرّض أولاده للقتل، وأهله للقتل، ونساءه للسبي أراد أن يجمع على نفسه كل ما يمكن أن يجتمع
على إنسان من مصائب وتضحيات وآلام، لأنّ أخلاقية الهزيمة مهما شكّكت في مشروعية أن
يخرج إنسان للقتل، فهي لا تشكّك في أنّ هذا العمل الفظيع الذي قامت به جيوش بني اُميّة، قامت
به جيوش الانحراف ضدّ بقية النبوّة، لم يكن عملاً صحيحاً على كل المقاييس، وبكل الاعتبارات،
كان لا بدّ للامام الحسين عليه السلام أن يدخل في المعركة دمه وأولاده وأطفاله ونساءه وحريمه
وكل الاعتبارات العاطفية، وكل الاعتبارات التأريخية، حتى الآثار التي كانت قد تبقّت له من عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى العمامة، حتى السيف، لبس عمامة رسول الله، تقلّد
سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدخل كل هذه المثيرات التاريخية والعاطفية إلى
المعركة، وذلك لكي يسدّ على أخلاقية الهزيمة كل منفذ وكل طريق إلى التعبير عن هزيمتها،
وعن نوع من أنواع الاحتجاج على هذا العمل، لكي يهزّ بذلك ضمير ذلك الإنسان المسلم المهزوز
الذي تميّعت إرادته، وهكذا كان...قد استطاع عليه الصلاة والسلام بهذا التخطيط الدقيق الرائع أن
يهزّ ضمير ذلك الإنسان المسلم.
توقيع » زهرة البراري
لكل مجتهدٍ نصيب
  رد مع اقتباس
قديم 13-12-2012, 07:42 AM   رقم المشاركة : ( 23 )
زهرة البراري
طالب مجتهد

الصورة الرمزية زهرة البراري

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 25964
تاريخ التسجيل : 16-05-2011
المشاركـــــــات : 334 [+]
الـــــــــــتخصص : توجيهي - ريض و فيز
الـــــــــــمدرسة : جِدحَفصْ الثانويَّة

 اخر مواضيع العضو

زهرة البراري غير متواجد حالياً

افتراضي

الدرس الذي نستفيده من التخطيط الحسيني

ومن هذا التخطيط يمكننا أن نستفيد درساً عاماً، وحاصل هذا الدرس: أن عملية التغيير في أخلاقية
الاُمّة لا يجوز أن تقوم بأيّ مجابهة واضحة للاخلاقية الفاسدة الموجودة في الاُمّة، لأن المجابهة
الواضحد الصريحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الاُمّة يكون معناها الانعزال عن هذه الاُمّة
والانكماش، وعدم القدرة على القيام بعمل مشروع في نظر هذه الاُمّة حينما نريد أن ننفذ إلى
ضمير الاُمّة التي ماعت أخلاقياً، لا بدّ لنا أيضاً في نفس الوقت الذي نفكّر في إنشاء أخلاقيتها من
جديد أن نفكّر في عدم مجابهة الأخلاقية القائمة بالشكل الذي يعزل هذا الشخص الذي يريد أن
يغيّر أخلاقية الاُمّة، فلا بدّ له أن يفكّر في انتهاج طريق في التغيير يستطيع به أن ينفذ إلى ضمير
الاُمّة، الا إذا حافظ باستمرار على معقولية ومشروعية عمله في نظر الأمة كما عمل الإمام
الحسين عليه الصلاة والسلام: لم يبق لدى شخص من أبناء الاُمّة الإسلامية أيّ شكّ في أنّ
عمل الإمام الحسين كان عملاً مشروعاً صحيحاً، وأن عمل بني اُميّة كان عملاً ظالماً عاتياً جبّاراً.


وهذا الوضوح في الرؤية هو الذي جعل المسلمين يدخلون بالتدريج إلى آفاق جديدة من الأخلاقية
تختلف عن أخلاقية الهزيمة، هذا الوضوح هو الذي هزّ ضمير الإنسان المسلم، وهو الذي يهزّه
إلى يومنا هذا، فليس دم الإمام الحسين عليه السلام رخيصاً بدرجة يُكتفى في ثمنه بأن يهتزّ
ضمير الإنسان المسلم في عصر واحد، أو في جيل واحد، لا يمكن أن يكون ثمن دم الإمام
الحسين عليه السلام أن تتزلزل قواعد بني اُميّة، أو أن يكشف عن حقيقة بني اُميّة، أو أن
تنتعش ضمائر جيل من اُمّة الإسلام... هذا لا يكفي ثمناً لدم الإمام الحسين الطاهر، بل أنّ ثمن
دم الإمام الحسين ـ الذي هو أغلى دم سفك في سبيل الإسلام ـ أن يبقى محرّكاً، منوّراً، دافعاً،
مطهّراً، منقّياً على مرّ التاريخ لكل أجيال الاُمّة الإسلامية، لا بدّ وأن يهزّ ضميرنا وضمير كل
واحد منّا اليوم كما كان يهزّ ضمير المسلمين قبل ثلاثة عشر قرناً، لا بدّ أن يهزّ ضمير كل واحد
منّا حينما نجابه أيّ موقف من مواقف الاغراء، أو الترغيب أو الترهيب، لا بدّ وأن نستشعر تلك
التضحية العظيمة حينما نلتفت إلى أننا مدعوون إلى تضحية جزئية بسيطة، حينما يتطلّب منّا
الإسلام لوناً من التضحية وقدراً بسيطاً وضئيلاً من التضحية، لا بدّ وأن نلتفت دائماً إلى ذلك القدر
العظيم غير المحدود من التضحية الذي قام به الإمام الحسين عليه السلام لكي نستصغر، ولكي
يتضائل أمامنا أيّ قدر نواجهه في حياتنا ونكلّف أنفسنا بالقيام به في سبيل الإسلام.

إنّ الإسلام اليوم يتطلب منك قدراً قليلاً من التضحية بوقتك، براحتك، بمصالحك الشخصية،
برغباتك بشهواتك، في سبيل تعبئة كل طاقاتك وامكانياتك وأوقاتك لأجل الرسالة. أين هذه
التضحية من تلك التضحية العظيمة التي قام بها الإمام الحسين (عليه السلام)؟ من تضحيته بآخر
قطرة من دمه، بآخر شخص من ذرّيته، بآخر كرامة من كراماته بحسب مقاييس الإنسان
الدنيوي؟! لا بدّ أن نعيش دائماً هذه التضحية، ونعيش دائماً مدلول هذا الدم الطاهر لكي يكون
ثمن دم الإمام الحسين حيّاً على مرّ التاريخ.


يوجد هذا البحث في المصادر التالية:
مجلة الفكر الإسلامي، العدد السابع عشر ص47 .
أهداف نهضة سيد الشهداء في كلمات الفقهاء، عبد الرزاق النداوي، ص63- 101.

اللّهُمَّ العَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ، اللّهُمَّ العَنْ العِصابَةَ الَّتِي
جاهَدَتِ الحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ اللّهُمَّ العَنْهُمْ جَميعاً.
أسألكم الدعاء والزيارة.
توقيع » زهرة البراري
لكل مجتهدٍ نصيب
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



Powered by vBulletin® © 2024
الساعة الآن 03:05 PM.
ملاحظة: جميع المشاركات والتعليقات في الملتقى لا تمثل رأي الإدارة، وإنما تمثل رأي كاتبها.