التسجيل التعليمـــات التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة


العودة   الملتقى الطلابي > ~~ الملتقيات العامة و الترفيهية ~~ > المنتدى الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-2013, 09:22 PM   رقم المشاركة : ( 1 )
A.C Mailan
طالب مجتهد

الصورة الرمزية A.C Mailan

الملف الشخصي

رقــم العضويـــة : 68572
تاريخ التسجيل : 17-06-2013
المشاركـــــــات : 434 [+]
الـــــــــــتخصص : طالب جامعي
الـــــــــــجـامعة : غير معروف

 اخر مواضيع العضو

A.C Mailan غير متواجد حالياً

افتراضي مكانة العلماء وواقع الأمة




الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين،،،

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) أما بعد،،،

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

أيها الإخوة الأحباب: حديثنا اليوم عن الرأس من الجسد، لقد شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الأمة في توادها وتراحمها وتعاطفها شبهها - عليه الصلاة والسلام - بالجسد الواحد وهذا الجسد له رأس متى بقي هذا الرأس وبقيت الحياة فيه بقيت الحياة في هذا الجسد، هذا الرأس يمثله صنفان من الناس: الأمراء والعلماء، والله - سبحانه وتعالى - أمرنا في محكم كتابه بطاعة هذين الصنفين من الناس، فقال – سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) وأولو الأمر فسره كبار علماء الصحابة - كابن عباس وجابر وغيرهما من علماء التفسير من بعد علماء الصحابة - فسروا أولى الأمر بالأمراء والعلماء، فالأمراء لهم الكلمة النافذة على الرعية، ألزم الله - عز وجل - الناس طاعتهم، وطاعتهم من طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبالاجتماع عليهم تجتمع المصالح، وبالاتفاق على طاعتهم تحفظ البلدان والأوطان، وتحرس الحرمات، وهذا الصنف أعني الأمراء والملوك يجب عليهم أن يطيعوا الصنف الآخر، يجب عليهم أن يطيعوا العلماء، لا لذوات العلماء وأشخاصهم ولكن لما يحمله العلماء من هدي النبوة، فإن العباد جميعًا - الأمير والمأمور والوزير والموزور الصغير والكبير - الجميع مأمور بطاعة الله تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).

الجميع مأمور بطاعة الله، وطاعة الله لا تُعلم ولا تُدرى إلا من خلال ما يقوله العلماء الذين كلفهم الله تعالى حمل الرسالة وبلاغها إلى الناس، الذين كلفهم الله تعالى بأن يبينوا للناس ما نزل إليهم، وظيفة الأنبياء يخلفهم فيها هؤلاء العلماء، وقد قال -عليه الصلاة والسلام -: (وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) فطاعة العلماء طاعة لله ولرسوله، ولهذا يجب على الناس جميعًا أن يطيعوهم، حتى الملوك يجب عليهم طاعة أهل العلم والنزول عند قرارهم وما يتفقون عليه؛ فإن الأمراء إنما يستمدون سلطانهم من سلطان الله، يستمدون الأمر بطاعتهم من طاعة الله، ولا تتحقق الطاعة لله إلا إذا امتُثِل شرعه وقام الناس بما أوجبه عليهم.

نتحدث - أيها الإخوة - عن العلماء وما يجب لهم على الناس، فإن لهم على الناس حقوقًا، وقد تبرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن لم يقم بهذه الحقوق فقال - عليه الصلاة والسلام -:(ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) حسنه الألباني.

فللعلماء حقوق يجب على الأمة أن تقوم بها، وما ضَعُفَ العلماء وما قلت كلمتهم إلا حين تخلت الأمة عن القيام بهذه الحقوق (ويعرف لعالمنا حقه) هذا الحق ليس حقًا كهنوتيًا، ليس طغيانًا وظلمًا وتجبرًا؛ إنما كما فسره العلماء أنفسهم شراح الحديث قالوا: وحق العالم طاعته في طاعة الله، أن يطاع حين يأمر بطاعة الله، أن يطاع حين ينهى عن معصية الله، فطاعته طاعة لله تعالى.

لقد عرفت هذه الأمة مكانة علمائها عبر تاريخها الطويل، فكان القادة الحقيقيون هم أهل العلم، أما في الصدر الأول أيام الخلافة الراشدة وما شاكلها من العصور فقد كان الأمران يجتمعان في شخص الحاكم، كان الحاكم هو الأمير وكان الحاكم هو العالم، هذه سيرة الخلفاء الراشدين كانوا علماء خلفاء، وجاء بعدهم أناس اتصفوا بهذه الصفات كعمر بن عبد العزيز - رحمه الله - ومن سار على شاكلته، ففي حقب كثيرة من تاريخ الإسلام كان يجتمع في شخص الحاكم الوصفان معًا الحكم والعلم، وفي حقب كثيرة من تاريخ الإسلام كان الحاكم عريًا عن العلم (أي عريًا عن الاجتهاد) وفي هذه الحالة يلزمه أن ينزل عند رأي أهل العلم، وأن يتخذ بطانة صالحة من العلماء العاملين، العلماء الربانيين الذين يبصرونه حين تشتبه الأمور، ويذكرونه حين تحتكم الغفلة، ويشجعونه حين يشتد في الناس الجبن والخور.

يجب على الناس طاعة أولى العلم، واستدل العلماء على هذا بكتاب الله وبسنة رسوله - صلى الله وسلم - قال الله سبحانه في سورة النحل وهو يوجه الخطاب للناس قال: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وأهل الذكر هم أهل العلم بالشريعة، استدل بهذه الآية ابن كثير - رحمه الله تعالى - ومن وافقه من علماء التفسير، استدلوا بهذه الآية على وجوب طاعة العلماء؛ لأنه ما دام أَمَرَ الناس بأن يسألوهم؛ فإنه بذلك أَمَرَهُم بأن يطيعوهم فيما يجيبون، وإلا فما فائدة السؤال والجواب؟ (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).

العلماء هم الحكام الحقيقيون لهذه الأمة ليس بذواتهم ولكن بما ينطقون به من هدي النبوة بما يبلغونه للناس من أحكام الله تعالى، ومن ثم لزم الجميع أن يمتثل لكلامهم كما قال الشاعر:

إن الملوك يحكمون على الورى ، وعلى الملوك يحكم العلماء.

العلماء هم السادة المطاعون في هذه الأمة، وأكرر ليس لذواتهم، ليس للدماء التي تجري في عروقهم، ليس لأنهم ينتسبون إلى شرف ونسب لا يتنسب إليه سائر الناس، ليس لأنهم سادة والبقية عبيد؛ إنما لأنهم يبلغون الناس دين الله تعالى.

العلم هو السراج المنير الذي يوصل الناس إلى بر الأمان، والجهل هو مفتاح المخازي والعار، والواجب على هذه الأمة أن تتوجه نحو العلم الذي أنزله الله تعالى، وترفع به رأسها؛ فإنها إن فعلت ذلك أعاد الله - عز وجل - لها عزها لا محالة.

كان العلماء في فترات عديدة من الأزمنة التي تحتكم فيها الظلمات، وتشتد فيها الأمور، كان العلماء هم القادة الذين يخرجون الناس من تلك الظلمات، وكثيرًا ما كان يوفق الأمراء والحكام للعمل بتوجيهاتهم، فيكتب الله - عز وجل - لهم سعادة الدارين، وحسن العاقبة في المآلين، ومن شاء أن يتحقق من هذا المعنى فليقرأ تاريخ الإسلام، ليقرأ حين دخل التتار بلاد المسلمين وفعلوا ما فعلوا، لقد ركضوا الخلفية في كيس حتى قتلوه رفسًا، هكذا فعلوا بالخليفة، سفكت الدماء في بغداد وألقيت الجثث في النهر حتى احمرَّ لون الماء ولم يستفق المسلمون من تلك الشدة إلا حين قابل المسلمون مصطفين وراء علمائهم وأمرائهم حين قابلوا عدوهم على أرض الشام، فكتب الله - سبحانه وتعالى – الغلبة، ودحر العدو، والتاريخ يعيد نفسه.

العلماء صاحوا أكثر من مرة، وتكلموا بأكثر من لفظ، وهم في ذلك يؤدون ما أوجب الله عليهم ليتبرؤوا من المسؤولية، ويخلوا العهدة، ويؤدوا ما ائتمنهم الله - عز وجل – عليه، وآخر ما فعلوه ما سمعتم به جميعًا في نشرات الأخبار - وعلى رأس ذلك العربية والجزيرة - لقاء العلماء، مؤتمر العلماء في القاهرة الذي اجتمع تحت سقفه علماء الأمة الإسلامية من شتى مذاهبها، ومن مختلف بلدانها، وعلى اختلاف مراتبها وأطيافها، على رأسهم اتحاد علماء المسلمين، وهيئة العلماء في المملكة العربية السعودية، وهيئة الأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، ومن يمثلون أنفسهم من شخصيات مستقلة، اجتمعوا لمدارسة هذا الشأن الجلل، هذا الأمر العظيم الذي تمر به أمة الإسلام اليوم، وبلغوا رسالتهم، ولا يزالون يبحثون ويجتهدون عن الآليات التي بها يحققون أقوالهم، وعلى الأمة أن تصطف صفًا واحدًا، وأنا من باب البلاغ وأداء الأمانة سأتلو عليكم أهمَّ الفقرات في بيان هؤلاء العلماء، ولن أطيل عليكم، فقد اخترت خمس فقرات تعنينا جمهور المصلين بالدرجة الأولى.

جاء في هذا البيان قولهم بالمقدمة: الحمد لله العلي القدير القائل سبحانه: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) والصلاة والسلام على رسول الله محمد نبي الرحمة القائل فيما رواه أبو داوود عن جابر وأبي طلحة رضي الله عنهما:(ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) وبعد،،،

فلا يخفى الأمة خاصتها وعامتها، بل على عموم الناس ما يقوم به النظام الطائفي بالشعب السوري من الفواقر العظام، والجرائم الجسام، والذي لا يزال يعيش حتى هذه اللحظة فظائع القتل والتعذيب والاعتقال والحصار والتهجير، والتي لم تستثن شيخًا ولا طفلًا ولا امرأةً ولا وليدًا فضلًا عن الشباب والرجال، ولقد تداعى على هذه الجرائم والفظائع إلى جانب النظام الطائفي شبيحته ومن على شاكلتهم من حلفائهم في إيران والعراق وحزب الله وغيرهم من الروافض والباطنية، وكذلك من بعض الدول كروسيا والصين إذ وقفوا مساندين وداعمين لجرائم النظام الطائفي بكل وقاحة، وقاموا بدعمه ومناصرته بأرتال المرتزقة، وترسانة الأسلحة، وشحنات التمويل، وكل أنواع الدعم المادي والإعلامي والسياسي والمعنوي في مشهد قبيح من الطائفية العدوانية المقيتة، كل ذلك يحدث في ظل تواطئ بعض الدول العربية وحلفائهم من دول المنطقة، ومن أجل الحفاظ على كيان الأمة وأمنها واستقرارها وإنقاذ بلاد الشام من هذه الجرائم وما يخطط لأهلها من القتل والتهجير والتشريد ولأرضهم من التدمير والتمزيق والتقسيم تداعى علماء الأمة من جميع الأقطار وتدارسوا هذه النازلة وبينوا ما يلي:

أولًا: وجوب النفرة والجهاد لنصرة إخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة، وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة القتل والإجرام للنظام الطائفي، ووجوب العمل على وحدة المسلمين عمومًا في مواجهة هذه الجرائم، واتخاذ الموقف الحازم الذي ينقذ الأمة وتبرأ به أمام الله الذمة، كلٌ حسب استطاعته، قال الله تعالى:(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا).

ثانيًا: اعتبار ما يجري في أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سوريا يُعَدُ حربًا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة.

ثالثًا: يشيد المؤتمرون بكلٍ من تركيا وقطر، ويطالبون حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الوقوف الموقف الحازم ضد النظام الطائفي المجرم، وسرعة إغاثة الشعب السوري وثوَّاره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح؛ لصد النظام الظالم وحلفائه ووقفه، وكذا قطع التعامل مع الدول المساندة له كروسيا والصين وإيران وغيرها، وقبول تمثيل سفراء الثوار السوريين والشعب السوري.

رابعًا: دعوة الشعوب الإسلامية إلى مقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية انتصارًا لدماء الشعب السوري المظلوم.

خامسًا: دعوة قادة الفكر والرأي والسياسة والمؤسسات الإعلامية والأدبية إلى تبني القضية السورية على الأصعدة كافة، وتعريف المسلمين بحقيقة ما يجري، وما يتعرض له الشعب السوري من القهر والعذاب والنكال والقتل والتشريد إلى آخر ما جاء في ذلك البيان، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

إخوتي في الله: العلماء بلغوا الناس كلمة الله، وكلمة الله في هذه القضية ونحوها واضحة جلية، أما القتال فقد قال الله كما سمعتم (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا) ما لكم: يعني أي شيء لكم؟ ما هي مصلحتكم في ترك القتال في سبيل الله؟ أي فوز ستفوزونه حين تتركون القتال في سبيل نصرة المستضعفين؟

إن ترك القتال في مثل هذه المواطن لا يجر للناس إلا النكبات؛ فإن الدماء المستباحة اليوم ستستباح أمثالها غدًا - عندنا مثل باليمن يقول: (إذا حلقوا لابن عمك بُلَّ رأسك) جهز رأسك للحلاقة، والله - سبحانه وتعالى - يقول في محكم كتابه:(كتب عليكم القتال وهو كره لكم) فمن ذا الذي يحب القتال؟ إنه مكروه، ولكنه مكروه يؤدي إلى السلامة (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ويقول - سبحانه وتعالى -: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) ويقول: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا).

لولا دفع الفجار بالأخيار، ولولا دفع الفساق بأهل الإيمان، لولا هذا الدفع، ولولا سنة المدافعة؛ لهدمت المساجد، واستبيحت الحرمات، وقُتِلَ أهل التوحيد، وسُحِلَ الناس بالشوارع؛ فلهذا يستنكر الله على المؤمنين ترك القتال في مواطن الشدة، أي مصلحة لكم يا معشر المؤمنين في ترك القتال؟ (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا).

وأما النفقة في سبيل الله فقد أخبرنا الله في كتابه بأن تركها هو الهلاك المحقق، اليوم - يا إخوان - إذا بخلنا نحن بأموالنا؛ فإن أموالنا كلها في خطر، اليوم إذا بخلنا عن دعم صد هذا العدوان الشرس الذي لا يفرق بين سني في الشام وسني في بلاد أخرى إذا بخل الناس عن بذل أموالهم اليوم لصد هذا العدوان؛ فإن باقي الأموال ستذهب، ولهذا يقول الله - سبحانه وتعالى - في سورة البقرة:(وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة) حين تقبضون الأموال وقت الحاجة إليها، حين تشدون الأيدي وقت الحاجة إلى السلاح، إن فعلكم هذا هو الهلاك بعينه، (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين).

أثنى العلماء على قطر وهم ليسوا في ذلك مغفلين، هم أرشد الناس، وهم أعقل الناس، وهم أحلم الناس، وهم أدرى الناس بالأمة وواقعها وما يدبر لها، أثنوا على قطر على صغر حجمها لما علموه منها من صدق في الطوية، وما علموه منها من بذل ما تقدر عليه، ونحن نرجو الله تعالى أن يجعل كلما ينفقه أهل قطر حكومة وشعبًا أن يخلف عليهم ذلك بركة في أرزاقهم، وأمنًا في أوطانهم، وصلاحًا في ذراريهم، ونحن ندعو الجميع إلى بذل كل ما يقدر عليه الواحد منهم.

أنتم يا أبناء الخليج عليكم المعول في باب النفقات والإنفاق، إذا لم تنفق هذه الشعوب فمن هذا المنتظر منه أن ينفق؟ لقد سمعت ببعض البرامج في بلدي باليمن الناس وهم يتسابقون إلى الإنفاق، ولكن الواجد منهم ينفق ما يساوي مائة ريال قطرية؛ إنه الدينار الذي يسبق مائة ألف دينار، ولكن الأمة بحاجة إلى عدد من المال، الأمة أحوج ما تكون إلى هذه الأموال، فجودوا ولا تبخلوا، واعلموا أن المرء في ظل صدقته يوم القيامة، وأن خير ما أُنْفِقَتْ فيه الأموال المكارم، إكرام أهل الإسلام بدعمهم وتأييدهم وبذل حاجتهم، وقد قال قائل العرب القديم حاتم وهو من مات على الكفر، ولكن سجل له التاريخ الثناء الحسن ببذله وكرمه، قال مقولته الشهيرة:

وقد علم الأقوام لو أن حاتما ... أراد ثراء المال لكان له وفر

ولكنه لم يرد ثراء المال، أراد شيئًا وراء ذلك وهو جاهلي كافر، أراد السمعة فكتبها الله تعالى له بماله، ومن أراد الجنة أدخله الله تعالى بماله، وقد قال عليه الصلاة والسلام بشأن عثمان حين أنفق وقت العسرة في تجهيز الجيش، قال: (ما ضر عثمان ما صنع بعد اليوم).

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر لمن حضر هذه الجمعة ولوالديه، وافتح للموعظة قلبه وأذنيه أنت ولي ذلك والقادر عليه، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، واخذل الكفرة والمشركين أعداءك أعداء الدين، اللهم يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالًا لما تريد نسألك اللهم بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تنصر عبادك المجاهدين في سوريا يا رب العالمين، اللهم انصر المجاهدين في سوريا وفي كل مكان يا أرحم الراحمين، اللهم أعنهم ولا تعن عليهم، اللهم انصرهم ولا تنصر عليهم، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم اغفر لهم ذنوبهم وإسرافهم في أمرهم وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الكافرين، اللهم وحد صفهم، اللهم وحد صفهم، واجمع على الحق كلمتهم، وسدد رميتهم، وأصلح ذات بينهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.


</b></i>
توقيع » A.C Mailan
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



Powered by vBulletin® © 2024
الساعة الآن 10:53 PM.
ملاحظة: جميع المشاركات والتعليقات في الملتقى لا تمثل رأي الإدارة، وإنما تمثل رأي كاتبها.